درجت الأصوات المتحمسة منذ أربع سنوات على تحويل الجهات الأمنية إلى موضوع للشيطنة وذلك من خلال الشحن المجتمعي. محاولاتٍ حثيثة من قبل المعارضين والناشطين أو من يسمون أنفسهم بأهل التغيير والإصلاح، الأحداث تبين دوماً زيف هذه الأفكار الجاهزة التي تدوّر من خلال المواقع التفاعلية بغية تحويلها إلى حقائق غير قابلةٍ للمس أو النقاش! موسم الحج سنوياً يكشف عن إنسانية رجال الأمن وعفويتهم وتفانيهم بخدمة الحجاج. تداول العديد من المغردين العديد من الصور الفوتغرافية والشهادات المكتوبة من أناسٍ داخل المشاعر يثنون فيها على آداء رجال الأمن وإنسانيتهم. أحدهم يرفع طفلاً تائهاً ويحتفظ به بين ذراعيه لحين العثور على أهله، والآخر أخذ زجاجة الماء وحوّلها إلى رذاذ يبرّد على الحجاج ويهون عليهم لهيب الشمس الحارقة، والثالث يؤدي التحية لطفلٍ لبس الإحرام ويقبل رأسه بمشهدٍ إنساني رائع. صور عفوية لا يريدون منها جزءا ولا شكورا، بل أخذت على حين غفلة منهم شهدت هذه الصيغ الإنسانية على أن الجهات الأمنية جزء من المجتمع وليست عدواً له كما يدعي البعض. عن هذا التفاني الأمني بموسم الحج كتب أنور مالك: ما رأيت من رجال أمن السعودية في حج العام الماضي جعلني أراجع نظرتي الشمولية حول المؤسسات الأمنية العربية، فقد كانوا قمةً بالتفاني وحسن الخلق، العجيب أن هذه الشهادة المهمة من شخصٍ كان مأخوذاً بالرؤية الشمولية تجاه مؤسسات الأمن استفزت محمد المسعري، الناشط الحزبي المتحمس، والذي رد على أنور بشكلٍ متشنج يعبر عن حنقٍ من صورة رجال الأمن السعودي المشرقة! لم تفلح من قبل ولا الآن محاولات التشويه للعسكريين السعوديين وإنسانيتهم وخلقهم المشهود له. لقد بيّنت مواسم الحج هذا الجانب المضيء، ولا غرابة ذلك أن كل عسكري هو ممثل خادم الحرمين الشريفين على أرض المشاعر المقدسة، فخلق هؤلاء الفضلاء انعكاس لإنسانية أبي متعب. إنها لصور محط فخر لكل سعودي أن يكون عسكرنا بهذه الإنسانية وبهذا الرقي الاستثنائي، فلهم التحية والتقدير. نقلا عن عكاظ