اتهمت قوى المعارضة السودانية، الرئيس عمر البشير، بتعمد نسف مشروع الحوار الوطني، وإفشال تحركات الوسيط ثابو أمبيكي، وكل تحركات دول الترويكا الساعية لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، كما أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة قومية توسع من دائرة المشاركة في النظام القائم. وأعلن تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض عن قائمة جديدة بأسماء المعتقلين السياسيين تضمنت أكثر من 70 معتقلاً سياسياً، وطالب بالإفراج عنهم فوراً. كما أحصى عدداً من الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الحكومية ضد معارضين بمنع قيام أنشطة سياسية وندوات، وحظر قيادات حزبية من السفر. ووصف رئيس التحالف، فاروق أبوعيسى، خطاب الرئيس عمر البشير الأخير بأنه "صفر كبير"، بعد أن نسف كل جهود أمبيكي ودول الترويكا، وإعلان عدم رغبته في مفاوضات مع حركات دارفور والحركة الشعبية، واصفاً اشتراطه لزعيم حزب الأمة العودة للبلاد بالتبرؤ من إعلان باريس، بغير الحكيم، وقال "الصادق المهدي قائد ورئيس حكومة شرعي سلبت منه بالقوة، ولا ينبغي أن يعامل بتلك الطريقة". ولفت إلى الخلط في خطابات البشير الأخيرة بين وضعه كرئيس للجمهورية ورئيس الحزب الحاكم في ذات الوقت، مما أسهم في إرباك وتعقيد المشهد السياسي. وعد التحالف في بيانه الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها انكشاف لمدى زيف الدعوة للحوار الوطني، وأكد موقف قوى الإجماع بعدم الاشتراك في أي انتخابات تجري في ظل النظام الحالي، وأضاف "الانتخابات الحرة والنزيهة والمتكافئة تتم في نهاية توقيت المرحلة الانتقالية بعد استكمال إجراءاتها الفنية والقانونية، وبدون ذلك لا مجال للمشاركة في انتخابات معروفة سلفا نتائجها".وأشار أبوعيسى إلى أن تمسك الرئيس بإجراء الحوار في الداخل، يؤكد أن هناك ظروفاً دولية ضاغطة على النظام بعد تفاهمات أديس الأخيرة، التي تؤكد أن ملف الحوار شأنه شأن بقية ملفات الأزمة السودانية في طريقه للتدويل، نتيجة تعنت النظام، وعدم قبوله بالحلول المطروحة عليه في الداخل.