أصبح خطر الحوثيين على اليمن، وعلى أنفسهم، جديا ويقترب من إدخال اليمن في دوامة دم لن يتمكن الحوثيون من ختمها باحتفالات كالتي أحيوها في صنعاء في الأسبوع الماضي. وكان يجب على الحوثيين أن يؤمنوا مقدماً أنهم أقلية وأنهم ليسوا كل اليمن. وإذا كان ثمة أطراف تستخدم الحوثيين للقيام بدور خطر، فإن هذا الدور مؤقت، وستتمكن الأغلبية اليمنية من تعديل مسار التاريخ. وعندها سوف ينسحب الذين حرضوا الحوثيين على التمرد والغرور والحرب والقتل والدم، ولن يجد الحوثيون أي أعوان أو سند حينما يصبحون وحدهم. وأخطر القرارات أن الحوثيين اختاروا أن يكونوا تابعين لطهران وخدما لاغراضها وتكتيكاتها ومؤامرات حزب الله. لكن هناك خطرا محدقا بالحوثيين لأن نظام خامنئي نفسه على وشك الانهيار في إيران. وكاد النظام ينهار كلياً في عام 2009 لو لم يزج النظام بحرسه الثوري لقمع الإيرانيين وحملهم على الاستسلام، وكانوا قد احتجوا على تزوير النظام أصوات الانتخابات الرئاسية لصالح أحمدي نجاد مرشح المرشد. ولكن المرشد تدخل وأصدر أمرا بفوز نجاد في الانتخابات وسجن المرشحين المنافسين مير حسين موسوي ومهدي كروبي وآلافا من المعارضين. ويتحين الإيرانيون الفرص للتخلص من النظام الذي أرهقهم مالياً وأخذ يوزع ثروات إيران على المنظمات المتمردة في العالم فيما يغرق أغلب الإيرانيين في الفقر والعوز. ما يعني أن النظام الذي يتبعه الحوثيون ويوالونه ويوزع عليهم الأموال والأسلحة، هو نفسه يواجه أزمة وجود في الداخل الإيراني ويترنح. وهذا الخوف جعل النظام يضطر للإقدام على ممارسات فظة وخطيرة ولا شعبية مثل منع الإيرانيين من استخدام شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» خشية أن يستخدم الإيرانيون الساخطون الشبكة لتعميم الثورة في أنحاء الإيران، كما يمنع النظام الإيرانيين من التقاط قنوات الأقمار الصناعية، لمنعهم من التواصل مع العالم ومعرفة مدى ضعف نظامهم وسوء ممارساته. وإذا كان الحوثيون يظنون أن إيران سوف تساندهم إلى الأبد، فهم مخطئون، وحتى لو لم يسقط النظام في طهران فإنه لم يتمكن من مواصلة دعم الحوثيين إلى ما لا نهاية، وسيتمكن اليمنيون من أخذ زمام المبادرة ومحاسبة الحوثيين على كل ممارساتهم وجرائمهم وعمالتهم لطهران وخيانتهم لبلادهم. يجب ألا تعمي الانتصارات الراهنة الحوثيين من رؤية الحقيقة المستقبلية وهي أنهم أقلية تمكنوا من السيطرة في تكتيكاتهم الأخيرة لأن أطرافاً في اليمن أرادت استخدامهم أداة انتقام، وهذه الأطراف نفسها حينما يؤدي الحوثيون مهمتهم سوف تنقلب عليهم وسيجد الحوثيون أنفسهم وحدهم في مواجهة الشعب اليمني بكامله، وعندها، من المنطقي أن يدفعوا ثمناً باهظاً مقابل تصرفاتهم الحمقاء وانقيادهم للجيوب الأجنبية والمحلية ليعملوا ضد سيادة وطنهم واستقلاله واستقراره وأمنه.