الله سبحانه وتعالى يريد للأمة الاسلامية الاصلاح والصالح في اعمالهم وتعاملهم وحقوقهم وتعايشهم ففي ذلك الامن والامان والالفة والمحبة والسعادة فالانسان خليفة الله في ارضه يعمرها ويحييها للصالح العام والمنفعة الانسانية بما ينزله الله تعالى من السماء ويخرجه من الارض من خيرات ونعم لا تعد ولا تحصى فما بال الامور الفاسده تحول بين تلك النعم والعيش والكفاف لاي انسان اينما كان لنرى بيننا الفقراء والمحتاجين والمعوزين والفاقدين لابسط العيش- الطعام والسكن- فالقول المأثور: ما جاع فقير الا ما تمتع به غيره ففي الغنى والثروات ورؤوس الاموال والاسراف والتبذير وضياع الثروات الوطنية برز الفقراء والمحتاجون والمعوزون وفاقدو السكن في جميع البلدان الاسلامية فأينما حل هذا العدو اللدود- الفقر- حل معه التخلف والفساد الخلقي والجريمة بجميع الاشكال والانواع بوجوه متعددة وضعفت النفس الا ما رحم الله فالرشوة والواسطة هي الاخرى من امور الفساد التي تسود وجه الحقيقة وتبدل معايير الحق الى باطل وتقدم غير الكفء على الكفء وتخلط بين المناسب وغير المناسب وتستغل المواهب والقدرات والتميز في شأن خاص لمصلحة ذاتية فالاسلام لم يأت بطائفية او انتماء الى فئة او مكون من المكونات الوضعية بل قال لنا "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين» فالاسلام معياره «الدين المعاملة» وكفّتا ذلك المعيار (العدل والمساواة)، فالناس كأسنان المشط فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان وهو الذي يتوفاه بالطريقة التي يراها اما الموت بقتل الانسان للانسان ويرى كل منهما دماء الاخر تسفح على مقاطع الجسد والارض وما يقترفه الظالمون والطغاة من القتل وما هو دون القتل من تعذيب وما يخلفه ذلك من ارامل وايتام ودمار للعمارة الانسانية والوطنية لا شك وبدون تردد لن يتركها احكم الحاكمين واعدل العادلين رب العالمين والقول المأثور يقول: بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ففي الدنيا الجزاء العيني كالقصاص او الانتقام وفي الاخرة العقاب الشديد بنص قول الحق في القران الكريم فما يشاهد ويسمع وما تنقله الصور من بلاد المسلمين من بشاعة بقتل الانسان وازهاق الروح وخروج النفس المطمئنة بقوة السلاح ما تقشعر منه الجوارح ويندى له الجبين ويؤلم ويحزن في حين بالامكان تفادي ذلك بالتوعية الاسلامية والانسانية والثقافية وجعل القريب والبعيد في مجاميع المجتمع والتنمية الوطنية بالدراسة والعمل والزواج عضوا نافعا بنسله وخدمته وتعامله فما احوج الوطن الى المواطن فالروح والنفس عند الله تعالى غالية فكيف بالانسان يرخص بهما فما يشاهد في الأوطان العربية والإسلامية خسارة فادحة في الانسانية والوطنية والمالية وحسبنا تجاه ذلك الدعاء "اللهم اكف المسلمين وبلادهم شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار".