نددت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس بتصريحات وزارة الخارجية الاميركية التي انتقدت بشدة خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي، فيما جدد وزير الخارجية الإسرائيلي العنصري هجومه على عباس. وأعربت الخارجية الفلسطينية في بيان عن «أسفها ودهشتها واستيائها من تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، والتي أدلت بها تعقيباً على خطاب السيد الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة». واعتبرت إن مثل هذه التصريحات المدافعة عن الجرائم الإسرائيلية إنما تضر بأميركا على مستوى العالم وإمكانية أن تبقى راعية غير منحازة لعملية السلام». ورأت الوزارة «أن هذه التصريحات تؤكد مرةً أخرى على أن الولايات المتحدة تضع نفسها محامية للدفاع عن إسرائيل بشكل أوتوماتيكي، حتى لو كانت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، قد ارتكبت جرائم متنوعة كما حدث مؤخراً في قطاع غزة قد ترتقي حسب قول مؤسسات دولية في حقوق الإنسان إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». واعتبرت «أن مثل هذه التصريحات في الدفاع المستميت عن جرائم إسرائيل هي التي توّلد تلك الأجواء المعادية لأمريكا في المنطقة وفي العالم». واثار خطاب عباس استياء واشطن عندما أكد أن (اسرائيل) ارتكبت «جريمة ابادة» في قطاع غزة، واقر من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة بان المفاوضات التي جرت برعاية اميركية فشلت وحان الوقت لانهاء الاحتلال الاسرائيلي و»لاستقلال دولة فلسطين». وزعمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان خطاب عباس «استفزازي». واضافت انه «كانت في خطاب الرئيس عباس اليوم توصيفات مهينة نرفضها». إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الاسرائيلي العنصري أفيغدور ليبرمان، هجومه امس غلى خطاب عباس قائلاً إن عباس ليس شريكا لإسرائيل وأن أمنه وأمن السلطة الفلسطينية مرتبط بالمساعدات الأمنية الإسرائيلية». واضاف ليبرمان في حديث للإذاعة الإسرائيلية، صباح أمس إن «رئيس السلطة ليس شريكا، وهو لا يريد السلام وعليه أن ينهي مهامه كرئيس». وزعم ليبرمان أن خطاب عباس أمام الجمعية العامة «خيب أمل المجتمع الدولي وشعبه، وأقنع العالم بأنه لا جدوى من إهدار المزيد من الوقت على القضية الفلسطينية». من جانبه، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، «خطاب عباس بانه كاذب ومشوه ومثير للغضب، زاعما أن إسرائيل لم تنفذ إبادة جماعية في غزة، بل خرجت للدفاع عن مواطنيها الذين تعرضوا لهجوم دموي من منظمات إرهابية» - حسب تعبيره-. ولكن هرتسوغ حمّل في الوقت ذاته حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية الوضع الراهن. وقال «بالإمكان استنكار أقوال أبو مازن، لكن القضية هي أننا في النهاية نفضل أن يتولى عباس والسلطة المسؤولية في غزة، كما أننا نفضل أبو مازن والسلطة للتنسيق الأمني الكامل في يهودا والسامرة -يقصد الضفة الغربية المحتلة-». وقال هرتسوغ للاذاعة الاسرائيلية: «كانت لدى إسرائيل الفرصة لطرح مبادة سلام إقليمية أو لمبادرة تغيير الوضع القائم، لكن سياسة حكومة نتنياهو أوصلت الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الوضع القائم». وتابع: «أبو مازن يضع أمامنا التحديات بشكل جدي جدا في الساحة الدولية. فهو لن يحصل على مساندة لخطابه لكنه سيحصل على دعم» لمساعيه الدولية. وكان هرتسوغ التقى عباس في رام الله، الأسبوع الماضي، مشيرا الى إنه سعى إلى إقناعه بالتراجع عن نيته تقديم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة بشأن تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال. بدورها، خرجت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الاوسع انتشاراً في اسرائيل بعنوان رئيسي اعتبرت فيه إن الرئيس الفلسطيني، بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، «كسر الأواني»، بعد أن اتهم إسرائيل بتنفيذ عملية إبادة شعب خلال العدوان على غزة وإعلانه أنه لن يعود إلى مفاوضات مع إسرائيل لا تقود إلى نتيجة.