×
محافظة حائل

تستوعب أكثر من 1800 طالبة وتخدم 400 مركز وقرية جامعة منطقة حائل تُكمل عقد فروعها بالشنان وسميراء والغزالة

صورة الخبر

كَتَبَتْ "منال محمد" في ردها على الجزء 2 من مروريات: " أبوي وإخواني إذا طلعوا من البيت أودعهم وداع مفارق لأن أخوي توفى بحادث ولا زلنا نتألم منذ 14 سنة لم تجف دموعنا بعد ". هل عرفتم الآن حجم المشكلة؟؟ هذا هو قول الفصل حين يتحدث الموجوع. يقول المثل العربي " قطعت جهيزة قول كل خطيب ". هاهي (منال) تفجّر السؤال : متى تجف دموع من فقد الأحبة بسبب حوادث السيارات؟ إذاً ليكن شعار العمل القادم: لا للدموع فنحن من يجففها. التوقيع إدارة المرور. حين استعرضت في المقال الماضي أخطر عشر سمات لقيادة السيارات في بلادنا ربما لاحظتم أن معظم هذه السمات مقرونة بالاستهتار واللامبالاة وعدم استشعار الخطر الذي قد يؤدي إلى الموت فلماذا هذا الاستهتار وإلى ماذا يعود؟ هذا السؤال ينسحب على بقية المخاطرات التي يقوم بها البعض وخصوصا الشباب ولا يقتصر فقط على الإهمال والاستهتار أثناء قيادة السيارات. تُجيب نظرية (التفاؤلية الدفاعية) على هذه الأسئلة بشكل دقيق وصاحب هذه النظرية هو الدكتور محمد أحمد النابلسي الذي عرّف ماذا تعني بقوله: "ان يعتقد الشخص أن الأشياء السيئة والأخطار تصيب الآخرين ولا تصيبه هو شخصياً، مما يحمله على ركوب المخاطرات بجرأة غير عادية تضاعف احتمالات تعرضه للأخطار". وهكذا فان اعتبار المرء نفسه أقل تعرضا" للأخطار من الآخرين يدفعه إلى إهمال الإجراءات الوقائية اللازمة". هل تتوفر هذه الجرأة لدى شبابنا فقط أم هي سلوك شائع بين الأمم؟؟ أعتقد بأن الجرأة وحب المغامرات شعور موجود لدى كثير من البشر لكن حين تتعلق بالقوانين ومخالفتها تجد من يكبحها ويوقف الفرد عن إيذاء نفسه وكف خطره عن الآخرين. هذا الكبح للأسف الشديد يعتبر في أضعف درجاته لدينا إذ الضابط النظامي شبه غائب، لهذا يجد المخالف المسرح متاحاً له يمارس فيه ما يحلو له، ومن هنا أصبحت الشوارع والطرقات ميداناً للتهور فعمّت الفوضى ومورست كل أنواع المخالفات الخطرة والتي تؤدي إلى وقوع الحوادث الشنيعة. إذاً غياب الضابط النظامي سبب من أهم أسباب الفلتان المروري ولا يمكن لأحدٍ أن ينكر تأثير هذا السبب إذ المسرح مفتوح للمتفرجين على ما يدور في كالوسها الأول وليس خلف الكواليس كما يقال. السؤال هل لو حضر المرور وتواجد بقوة لردع هؤلاء المتهورين يمكن اختفاء الحوادث؟ من المؤكد أن ضبط ما يدور على الطرقات يؤدي إلى كبح التهور ومنع ارتكاب المخالفات قدر الإمكان لكنه ليس الحل الوحيد إذ هناك أكثر من عنصر مؤثر في وقوع الحوادث لابد من ضبطه وتعديل اعوجاجه سأتناوله في حديث قادم.