وصل جورج كلوني وخطيبته البريطانية من اصل لبناني امل علم الدين أول من أمس الى البندقية على متن مركب أجرة يحمل اسم «اموري» (حب)، وسيحتفلان بزواجهما في المدينة الايطالية العائمة التي تعتبر مرادفاً للرومنسية. واجتاز الممثل والمحامية القناة الكبرى وصولاً الى فندق «سيبرياني» الفخم برفقة عارضة الازياء الأميركية السابقة سيندي كرووفرد وزوجها راندي غيربر. وبدأت الاحتفالات مساء أول من أمس، مع عشاء اقامه كلوني مع مجموعة من اصدقائه الرجال لتوديع العزوبية، وقد اعده الطاهي ريكاردو دي برا في هذا الفندق الواقع على جزيرة غيديتشا. أما امل، فأقامت سهرة مع أقاربها والاصدقاء في فندق «امان» ذي السبعة نجوم المقام في قصر سابق عائد الى اربعة قرون. وبدأ المدعوون يتوافدون الى البندقية، ومن بينهم الممثلون مات دايمون وميغيل فيرير (قريب كلوني) وايلين باركين وريتشارد كايند (سبين سيتي). ورفض المسؤولون الذين اتصلت بهم وكالة «فرانس برس» تأكيد موعد الزفاف، الا ان الجميع في البندقية يرجح ان يكون يوم غد الاثنين فيما تستعد المدينة لعطلة نهاية اسبوع تزخر بالاحتفالات. وسيشكّل جورج كلوني والمحامية الدولية أمل علم الدين ثنائياً جديداً يزاوج بين النجومية والعمل الإنساني على غرار أنجلينا جولي وبراد بيت. فالمخرج والممثل والمنتج الأميركي البالغ من العمر 53 سنة، سيتزوج الاثنين على الأرجح في البندقية، من البريطانية من أصل لبناني أمل علم الدين بعد سنة على تعارفهما. هذه المحامية البالغة من العمر 36 سنة، تابعت دروساً في جامعة أكسفورد العريقة وعملت لدى محكمة العدل الدولية وكانت مستشارة للمحكمة الخاصة بلبنان حول اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. وساعدت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في جهوده لإحلال السلام في سورية. ومن بين موكليها أيضاً رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو ومؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج. هذه الخبرة ربما ساهمت في وقوع النجم الذي يوصف كثيراً بكاري غرانت المعاصر، في الحب. بدأ كلوني الذي اختارته مجلة «بيبول» الأميركية «الرجل الأكثر جاذبية في العالم»، مسيرته الفنية قبل ثلاثين سنة، على الشاشة الصغيرة وحقق شهرة عالمية بفضل المسلسل الطبي «إي آر» قبل أن ينتقل بنجاح كبير إلى الشاشة الكبيرة. فبعد فيلم «فروم داسك تيل دون» لروبرت رودريغيز و»باتمان أند روبن» في 1997، بدأ تعاوناً طويلاً مع ستيفن سودربرغ، وأسس شركة إنتاج معه ومثّل في أفلام «آوت أوف سايت» وسلسلة أفلام «أوشن أيليفن». والممثل المولود في ولاية كنتاكي (الوسط الشرقي) هو أيضاً من الممثلين المفضلين للشقيقين كوين («أوبراذير»). انتقل ايضاً إلى الإخراج مع فيلم «كونفيشينز أوف إيه دينجيروس مايند» (2002)، وأخرج منذ ذلك الحين ستة أفلام من بينها «غود نايت اند غود لاك» (2005). وأعلن مطلع أيلول (سبتمبر) أنه يعمل على مشروع جديد بعنوان «هاك أتاك» حول فضيحة التنصّت في بريطانيا. وهو موضوع قريب منه إذ إن والده هو الصحافي نك كلوني ولكونه هدفاً منتظماً للصحافة الصفراء. حاز كلوني جائزة أوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي العام 2006 عن دوره في فيلم «سيريانا»، وفاز أيضا بأوسكار آخر مع بن إفليك لإنتاجهمها فيلم «أرغو» (2012) فضلاً عن جوائز كثيرة أخرى. ويقول المخرج توني غيلروي الذي أداره العام 2007 في إطار فيلم «مايكل كلايتون»، «إنه مثال النجم السينمائي». ويضيف: «طريقته في التمثيل والتحرك والكاريزما التي يتمتع بها وعزمه على التعبير عن آرائه في قضايا العالم من دون أن يعطي دروساً (...). إنه يثير إعجابي باستمرار». ويتميّز كلوني عن غالبية ممثلي «الصف الأول» الآخرين في هوليوود بالتزامه السياسي (سبق له أن أقام سهرات لجمع المال لدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما) والإنساني ولا سيما في مكافحة جرائم الإبادة وخصوصاً في دارفور. في العام 2012 لم يتردّد أمام تهديد التوقيف وتظاهر أمام سفارة السودان في واشنطن. وقال يومها أمام الكاميرات: «عملنا في هذه اللحظة يقوم على لفت الانتباه. ويبدو أن إحدى الوسائل لذلك هي توقيفي». وشارك أيضاً في إنتاج برنامج تيليتون سمح بجمع 66 مليون دولار بعد الزلزال الذي ضرب هايتي العام 2010. وهذا الخليط بين النجومية والالتزام بقضايا كبيرة يساهم في تألق نجوم عالميين راهناً مثل ليوناردو دي كابريو (بيئة) وأنجلينا جولي وبراد بيت (مجازر إبادة وجرائم حرب وحماية الطفولة). وكان كلوني معارضاً كبيراً للزواج قبل لقائه أمل علم الدين. وهو تزوج مرّة أولى من الممثلة تاليا بالزام التي تشارك في مسلسل «ماد من»، واستمر زواجهما بين عامي 1989 و1993. وكانت له بعد ذلك علاقات كثيرة. إلا أن أمل علم الدين السمراء الممشوقة صاحبة الشعر الأسود الطويل والمحامية الدولية في مجال حقوق الإنسان، نجحت في نهاية المطاف في تغيير رأيه.