حديثي عن اليوم الوطني ينصب على حاجتنا الفعلية إلى تعميق حُب الوطن في نفوس أبنائنا، خاصة في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة العربية عامة من ثورات وحروب، وما تمر به المملكة خاصة من محاولة زعزعة أمنها من الحاسدين في الداخل والخارج، بإشعال الفُرقة بين أبناء الوطن الواحد، والتشكيك في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، عن طريق سياسة (فرِّق تسد)، التي بدأت بهدم أهم لبنات المجتمع التي تقوم عليها لحمته وتماسكه، ففرقت بين الجنسين الذكور والإناث فتجد وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ «بالنكات» التي تسخر من المرأة السعودية، والأحاديث التي تركز على سلبياتها دون ذِكر ما تتمتع به من إيجابيات، وجعلها في ذيل قائمة غير المرغوبات من النساء، حتى يصغر شأنها في نظر ابن وطنها ويزهد فيها. وكذلك الحال مع الرجل السعودي ومحاولة تصويره بالرجل المستبد الظالم، الخشن في معاملته، السيء في منظره وطباعه، كل ذلك يتم بطريقة فكاهية هزلية، فحطموا العلاقات الأسرية بطريق النكتة وهي أبشع وأسرع وأضمن وسيلة للإفساد الأكيد المفعول. فتحطيم البناء الأسري هو أول خطوة لخلخلة الأمن الوطني، ما يوجب علينا استخدام وسائل توعوية تمنع مثل هذا الخطر الداهم، الذي بتنا نلمس آثاره في نفور الفتيات من الشباب السعودي ورغبتهم في الزواج من شباب غير سعودي، بل ويعيش خارج المملكة، وكذا نرى آثار هذا التحريض في ميل الشباب للزواج من غير السعودية، أنا أؤمن بالنصيب وبحرية الاختيار، لكن بشرط ألاَّ يكون الدافع إلى ذلك هو ازدراء أبناء البلد الواحد بعضهم بعضًا. ولو سلطنا الضوء على علاقة المواطن ببلده، فإنَّنا نسمع بعضًا من كلمات الضجر والنفور، وعدم الرضا عن كل ما تقدمه لهم البلد، ولعل للفساد في عدد من القطاعات اسهاماته في خفض الوطنية في النفوس. والذي زاد من إضعاف الوطنية في نفوس البعض، وجود عددٍ من الأفراد ليس لديهم حب الوطن أو الانتماء إليه، ممن يؤثرون مطامعهم الفردية، على مصلحة المجتمع، فيختلسون، ويفسدون، ما يؤخر التنمية الوطنية التي يتطلع إليها أبناء الوطن المخلصون، الذين يحلمون برؤية وطنهم يسابق الدول الكبرى. في ظل هذه التحديات الكبيرة نحن أحوج ما نكون من أي وقت مضى إلى غرس حب الوطن في النفوس، ليس على أساس دنيوي بل نجعله ينطلق من منطلق الدِّين والإيمان، فبلادنا هي بلاد الحرمين الشريفين، هي مهبط الوحي والرسالة، فحب الوطن هو حب لهذه المقدسات، وحماية الوطن هو حماية لها. وحب الوطن لا يكون بالاحتفال به في يوم واحد فقط، بل علينا أن نحتفل به في كل الأوقات من خلال الإخلاص في العمل، والأمانة في الأداء، والوقوف صفًّا واحدًا أمام كيد الأعداء. اللهم احفظ علينا بلادنا، ورد كيد أعدائنا، واخسأ كل من يعبث بأمننا وأماننا، واجمعنا على كلمة سواء نحن وولاتنا.. آمين. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain