×
محافظة المنطقة الشرقية

مدرب كاظمة يقود هجر في جميل

صورة الخبر

لم تشهد المملكة منذ اشراقة شمسها تنمية شاملة غير مسبوقة، شملت كل جوانب الحياة، تنموياً ومعرفياً وثقافياً في كل شبر من تراب هذا الوطن، كالتي حدثت في عهد -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه-، فبوعي القائد المُلهم حدَّد –أيَّده الله- الركيزة التي تدور حولها عجلة التنمية بكل تفاصيلها، فاختار أن يأخذ بيد المواطن، خصوصاً الشباب، إلى حيث الرقي العلمي، كما حرص على أن يترافق هذا الرقيّ العلمي لديهم مع درجة عالية من الوعي الفكري والثقافي، فنتج عن ذلك تناغم فريد بين شباب الوطن، الذين انتشروا في أرجاء البسيطة ينهلون العلوم بشتى ألوانها ومشاربها، وقائدهم الفذ، الذي فتح لهم أبواب المستقبل. وكان أن نتج عن ذلك ملحمة تاريخية يندر أن تحدث، فصار الوطن بمصانعه وحقول بتروله وغازه، ومعامل حواسيبه، يفخر بشبابه، الذين بات حضورهم لافتاً وقيادياً في المستشفى والمصنع والمعمل والجامعة، ولعل حالة التميز والتفرد في عهد -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –حفظه الله–، تبرز في كون المنجزات لم تركز على جانب وتغفل عن آخر، إذ أغدق -حفظه الله- الأموال الطائلة على كل محاور التنمية في مختلف الجوانب الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، حتى أنَّ شمولية المنجزات كانت هي الشعار الذي يمكن رصده بسهولة لكل قارئ للمشهد التنموي في "المملكة". ويبقى من المهم الإشادة بحرص –خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –حفظه الله-، على التكامل بكل معاييره في بناء الوطن وتنميته، الأمر الذي ولّد قناعة لا مجال فيها للمواربة من قبل المراقبين العالميين أنَّ المملكة باتت تحتل موقعاً متقدماً يليق بها في خارطة دول العالم المتقدم، كيف لا وقد تجاوزت -وفقاً لمختصين- في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية. توسعة الحرمين ويأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام ومنافذنا البرية والبحرية والجوية قد شرعت على مدار الساعة في استقبال أفواج ضيوف الرحمن الآتين من أصقاع الدنيا، فيستشعر الحاج والمعتمر للوهلة الأولى التي تطأ فيها قدماه أرض "المملكة"، وبعد أن يصل للبقاع الطاهرة عظم العناية والحرص من رجل يُفاخر بكونه خادماً للحرمين الشريفين، ولعل التوسعة التاريخية الجاري تنفيذها في الحرمين شاهد حي على حرصه -أيده الله- على أن ينعم ملايين الحجاج والمعتمرين بالراحة والطمأنينة وهم يطوفون بالبيت العتيق، أو يؤدون مناسكهم في المشاعر في "عرفات" و"منى" و"مزدلفة"، وفي المواقع المحيطة بها، حيث تمَّ إنفاق مئات مليارات الريالات، لكي يكون الحج سهلاً ميسراً، ولينعم زائر هذه البقاع بالأجواء الإيمانية بعيداً عن أيّ منغصات. مؤسسات المجتمع لم يغفل -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله بن عبدالعزيز –أيَّده الله-، عن أهمية وجود مؤسسات المجتمع المدني في بلد ٍدلف إلى العالم الأول بقوة، فحرص على سنّ الأنظمة وبناء دولة المؤسسات، فكانت البداية من قمة الهرم، عبر إصدار "نظام هيئة البيعة" ولائحته التنفيذية وتكوين هيئة البيعة، وأتبعها بتحديث "نظام القضاء" و"نظام ديوان المظالم"، فخصص (7) مليارات ريال لتطوير السلك القضائي، وأنشئت في عهده –رعاه الله- العديد من الهيئات والجمعيات الأهلية والهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد. والتفت –خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –حفظه الله- إلى إحدى القضايا التي تهم المواطن، ألا وهو موضوع الإسكان، فأنشأ وزارة خاصة للإسكان، وتمَّ تشكيل "هيئة حقوق الإنسان" وإصدار تنظيم لها، وحرصاً منه –أيَّده الله- على إتاحة الفرصة للجميع لإبداء آرائهم أنشئ "مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني"، الذي لعب دوراً واضحاً في نشر ثقافة الحوار في المجتمع، وتعدت اهتمامات "الملك" إلى العالم الخارجي في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وتتويجاً لتلك الجهود المباركة في هذا المجال تمَّ إنشاء "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للتواصل بين الحضارات". نهضة اقتصادية ويحل الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة هذا العام وهي تعيش نهضة اقتصادية لم تشهدها طوال تاريخها، حيث المدن الاقتصادية والمصانع والمشروعات الاقتصادية الإستراتيجية، التي تنتشر في "المملكة" من غربها إلى شرقها، ومن جنوبها إلى شمالها، مروراً بوسطها، إذ أُنفقت لأجلها مليارات الريالات، إلى جانب ما تشهده بلادنا أيضاً من إصلاحات اقتصادية شاملة، ومعها برامج لتسهيل تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى "المملكة"، كيف لا؟، وسياسة الملك عبدالله –حفظه الله- ترتكز على أهمية تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط. لقد تحقق كل ذلك النمو الاقتصادي في فترة زمنية شهدت كثير من دول العالم فيها هزَّات تهاوت معها اقتصادياً، وقد نالت "المملكة العربية السعودية" جائزة تقديرية من "البنك الدولي" تقديراً للخطوات المتسارعة التي اتخذتها مؤخراً في مجال الإصلاح الاقتصادي ودخولها ضمن قائمة أفضل (10) دول أجرت إصلاحات اقتصادية، وانعكس ذلك بدوره بصورة إيجابية على تصنيفها في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره "البنك الدولي"، كما صُنِّفت "المملكة" كأفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط باحتلالها المركز (23) من أصل (178) دولة على مستوى العالم. قفزات حضارية وتمضي "المملكة" قدماً بخطوات متسارعة في مختلف الحقول العلمية والاقتصادية والصناعية إلى حيث العالم الأول، وتستحث تلك الخطى المواطن على أن يواكب تلك القفزات، بحيث يكون على قدرٍ كبير من النضج والوعي، إذ أنَّ من المهم أن يحمل المواطن قدراً كافياً من الوعي، الذي يجعله يُقدّر ما بذلته وتبذله بلده في سبيل الأخذ بيد (25) مليون مواطن في بلدٍ نامٍ، إلى أن أصبح من بين أكبر (10) اقتصادات مؤثرة على مستوى العالم، كما ينبغي أن ينفتح المواطن على العالم برمته ويرى عظمة بلده ومكانتها، وأن يستوعب ما وصلت إليه بلاده من قفزات حضارية بات الكثير من الدول حولنا يشير إليها بالبنان. دور المواطن ويبقى من المهم أن يعي المواطن أنَّ بلادنا -بفضل الله سبحانه وتعالى-، ثمَّ بجهود استثنائية لقائد استثنائي لم تعد تلتفت إلى الوراء، بل هي ماضية بقوة واضعة كلتا قدميها على أرض صلبة على طريق التقدّم والنماء، ولعل لغة الأرقام هنا تتحدث بنفسها عن كل ما تحقق من منجزات، ولابُدَّ من القول أنَّ تعزيز دور المواطن في صناعة التنمية والعمل على توعيته ومشاركته في إعدادها وتنفيذها وحمايتها، لم يعد ترفاً فكرياً، إنَّما هو واجبٌ وطني، كما أنَّ وعي المواطن بمسؤوليته سيُحقق المعادلة الأصعب في هذا الشأن، ولعل ترابط جميع شرائح ومؤسسات المجتمع بعضها مع بعض، إلى جانب إحساس كل طرف بمتطلبات الطرف الآخر، سيُفضي في نهاية الأمر إلى حماية المنجزات وتحقيق استدامتها، بما يضمن إفادة الجميع منها. استثمارات عالمية لقد عاش إنسان هذه الأرض حياة البداوة البسيطة الصعبة، التي لا تُوفر له حتى حد الكفاف، في بلد صحراوي ذي أرض قاحلة، يلفحه فيها هجير أمواج من الرمال، فكان أن منّ الله -سبحانه وتعالى- على الأرض، التي تحتضن الحرمين الشريفين بخيرات عميمة، وأخرج نعمه ظاهرة وباطنة، ووهب الله -سبحانه وتعالى- لهذا الوطن اليد الأمينة، التي سخّرت هذه الخيرات لمصلحة هذا المواطن، وشمرت عن سواعد أبنائها الذين نفضوا غبار الكسل، وبدأت تسارع الخطى في اللحاق بركب التنمية العالمية، وأخذت بأسباب التطور، فبدأت من حيث انتهى الآخرون، ووظفت "المملكة" علاقاتها المتميزة مع جميع دول العالم المتحضر لتختصر الزمن والجهد. وباتت "المملكة" إثر ذلك أحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في الاقتصاد العالمي، ولم يأت ذلك من فراغ، إنما من استراتيجية اقتصادية رصينة، وباهتمام شخصي من -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –أيَّده الله-، فكان أن عززت "المملكة" وجودها الاقتصادي بما أبرمته من اتفاقات التعاون مع كثير من الدول الأوروبية والآسيوية، بهدف تعزيز الاستثمارات التجارية وحمايتها، إلى جانب إبرام اتفاقيات منع الازدواج الضريبي، فنجحت تلك الاتفاقيات في خلق بيئة اقتصادية مناسبة جذبت رؤوس الأموال من الخارج، وتوّجت ذلك كُلَّه بفتح سوق الأسهم المحلية للمستثمرين الأجانب، كما أنَّها لم تغفل أيضاً عما يحمي المستثمرين، فسنت قوانين تشريعية مناسبة لتحفيز وزيادة الاستثمار والتجارة والأنشطة الصناعية، بما يضمن حقوق جميع الأطراف. واهتم -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –حفظه الله- بإنشاء "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية"، إلى جانب العديد من المدن الاقتصادية، ومنها "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" في رابغ، ومدينة "الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية" في حائل، و"مدينة جازان الاقتصادية"، و"مدينة المعرفة الاقتصادية" بالمدينة المنورة، وكذلك "مركز الملك عبدالله المالي" بمدينة الرياض، وحرص –أيَّده الله- منذ توليه سدة الحكم، على جعل الأبواب مشرعة لمستقبلٍ مشرق وغد ٍوضّاء للوطن وأبنائه، فأحدث نقلة نوعية كبيرة في كل المجالات التنموية التي تمس حياة المواطنين. الاهتمام بالبنية التحتية وبدا جلياً في عهد –خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله –حفظه الله- التركيز بشكلٍ كبير على الاهتمام بالبنية التحتية، فتحولت مدننا وقرانا وهجرنا إلى ورش عمل، وأصبحت العديد من المشروعات الجاري تنفيذها علامة فارقة، ولم يغفل –أيَّده الله- عن أيّ أمر يستشعر فيه حاجة المواطن للتطوير، ولعل إقرار مشروع مترو الرياض، ومشروع النقل العام في المنطقة الشرقية وفي المدينة المنورة، أكبر شاهد على تلمسه الحاجة لتخفيف الزحام المروي في المدن الكبرى، وسيلمس المواطن قبل غيره أثر ذلك مستقبلاً. وأدرك الملك عبدالله –حفظه الله- برؤيته الثاقبة أنَّ الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن، وأنَّه سيُحقق بشبابه كل ما يريد، فحرص -أيَّده الله- على الاهتمام بالتعليم الجامعي، خصوصاً التخصصات التي تتطلبها النهضة الصناعية والطبية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، فتحقق في عهد -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله، خلال بضع سنوات ما لم يتحقق في كثير من دول العالم خلال عشرات السنين، إذ قفز عدد الجامعات الحكومية والأهلية إلى (34) جامعة، فيما يجلس ما يربو عن (150) ألف شاب وفتاة على مقاعد الدراسة في أعرق جامعات العالم، وخصص –حفظه الله-، هذا العام مبلغ (80) مليار ريال لتطوير التعليم العام.