×
محافظة الرياض

متحدث "مدني الرياض" يفجع بوفاة اثنين من أشقائه في حادث مروري

صورة الخبر

قبل كل شيء.. هل تساءلتم لماذا نحتفل باليوم الوطني ؟، دعونا من الإجابة المعتادة التي نعرفها جميعاً .. وهو أنه يمثل ولادة وطننا الغالي المملكة العربية السعودية.. دولة العدل والحب والسلام، فهذا أمر مفروغ منه.. وما من أحد إلا ويدرك قيمة اليوم الوطني من هذا الوجه، لكن ما لا يدركه كثير من الناس أن لقيمة اليوم الوطني أوجه عدة.. منها ما أحاول ملامسته من خلال هذه الأسطر، فاليوم الوطني الذي نعيش فرحته اليوم يحمل في طياته دلالات وجدانية أكثر عمقاً.. دلالات لها علاقة بحياة كل شخص يحمل هوية هذا البلد ،فحينما تحل هذه الذكرى ويغدو اليوم المعاش قالباً لتلك الذكرى، يصبح لهذا اليوم قيمة من قيمة ارتباطه بها، إذ يمثل بالنسبة لنا بمثابة تلك الأيقونة الفكرية الوضاءة التي تشع بكل شيء تختزنه ذاكرتنا، فالفرد منا حينما يقلب دفتر ذكرياته يجد أن معظمها كتب بحبر الوطن .. وفوق عرصاته.. وتحت أفيائه وبين أشجاره وشجيراته.. وبالقرب من شواطئه وبحيراته.. وفوق هضابه وعلى سفوح جباله .. مع ثغاء ماشيته وأغاني عصافيره.. ساعة الشروق وحين تسطع في سقف ليالينا بدوره، فالوطن هو الذكريات البعيدة والقريبة معاً.. وهو آمالنا العريضة والبسيطة معاً .. وهو أحلامنا الواقعية والمستحيلة معاً .. وهو أفراحناً الجمعية والفردية معاً، إنه كل شيء يدغدغ أذهاننا ويرف في مآقي شرودها، قصص الطفولة وحكايات الشباب، وتلك التفاصيل التي اخترنا الكتمان عنواناً لها ، ضحكاتنا وأغنياتنا فوق كثبان الصحاري.. وصوت صيحاتنا عبر أروقة الحارات .. مغامراتنا ومناكفات أيام المراهقة بين الحقول في القرى والأرياف.. حروفنا الأولى في كتابات الغزل .. وسهراتنا الأولى عبر شرفات منازلنا.. أسفارنا عبر الطرقات.. نجاحات الدراسة وخيباتها.. كل هذه التفاصيل وغيرها تقرأها عياناً بياناً في أيقونة الاحتفاء باليوم الوطني؟ إنها الومضة السنوية التي تبعث في وعي كل فرد منا ذلك السؤال المهيب حول تلك التفاصيل الجميلة.. ماذا لو لم يكن هناك وطن؟.