انتهت دراسة حديثة إلى أن شبكات النقل العامة الفاعلة في المدن يمكن أن تشجع المواطنين على ترك سياراتهم، وتوفر وسيلة أكثر فاعلية من حيث التكلفة لحل مشكلة التغير المناخي، مشيرة إلى أن الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل في المدن قد تتراجع إلى أكثر من النصف بحلول عام 2050، وهو ما سيوفر على الاقتصادات في العالم ما يزيد على 100 تريليون دولار أمريكي. وبحسب "بي بي سي"، جاء في تقرير يتضمن نتائج الدراسة، أن شبكات وسائل المواصلات في المدن ستسهم في حماية نحو 1.4 مليون شخص سنويا من الوفاة المبكرة. ونشر التقرير في مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، الذي جاء قبل انعقاد قمة المناخ، المقرر الأسبوع المقبل، برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. والنتائج الواردة في التقرير هي خلاصة دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا ومعهد سياسات النقل والتنمية. وقال مايكل ريبلوغل، المدير الإداري لمعهد سياسات النقل والتنمية وأحد المشاركين في إجراء الدراسة: "إحدى الوسائل الأرخص، لكنها مهملة، للتغلب على الانبعاثات الناتجة عن النشاط الإنساني هي تمكين الناس من أن يكون لديهم خيارات أنظف للانتقال في المناطق الحضرية". وأضاف: "وسائل المواصلات، المدفوعة بالنمو السريع في استخدام السيارات، هي أسرع المصادر نموا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم". وأشار ريبلوغل إلى أنه "بينما يجب أن يكون كل جزء من الاقتصاد العالمي أكثر التزاما بالحفاظ على البيئة، فإن جعل الازدحام المروري في مدن العالم أكثر نظافة يطرح أقل المشكلات ويحقق أكبر المكاسب". ويقدم التقرير رؤية حول إمكانية تحقيق هذا من خلال سيناريو مغاير تماما، يتخيل وجود عدد أكبر من الركاب يسافرون في المدن باستخدام وسائل نقل عام نظيفة ووسائل نقل بدون محركات، مثل الدراجات الهوائية، أو السير على الأقدام. ويشير السيناريو المقترح إلى أهمية خفض معدلات إنشاء الطرق وأماكن انتظار السيارات وغيرها من الوسائل التي يعدها معدو الدراسة مشجعة على امتلاك السيارات الخاصة.