هتف أحد أعضاء فريق البحث والتنقيب التابع للهيئة العامة للسياحة الآثار من أعماقه، وهو يرفع فخارية جرى اكتشافها خلال أعمال التنقيب في قلعة محمد عبدالوهاب، المعروفة بقصر عبدالوهاب باشا في بلدة دارين بجزيرة تاروت، حيث تم العثور في الموقع على مجموعة متكاملة من الأواني الزجاجية والفخاريات والخزفيات التي تعود لحقب تاريخية مختلفة. وفي التفاصيل أن فريق التنقيب عثر كذلك على عظام يشتبه أنها لحيوانات، فيما يواصل فريق التنقيب عمله بشكل يومي، لمدة ستة أشهر مقبلة، بينما يتم جمع القطع الأثرية ومنحها أرقاما تسلسلية ووضعها في أكياس خاصة وإرسالها إلى المتحف لمعالجتها بمادة كربون 14، والتي يستطيع الباحثون من خلالها تحديد عمر المكتشفات الأثرية وتصنيفها فيما بعد وعمل الترميمات الممكنة تمهيدا لعرضها في المتحف. ويعمل الفريق الذي يضم مدير متحف الدمام عبدالحميد الحشاش وثمانية باحثين و40 عاملا على تحديد نوعية هذه المكتشفات والحقب التي تعود إليها وطبيعتها من خلال التحليل والدراسة. ووصف مصدر مطلع أن القطع الفخارية التي عثر عليها تعود إلى فترات متقدمة من العهد الإسلامي، لافتا إلى أعمال التنقيب لا تزال في بدايتها والعمل جارٍ لكشف المزيد عن الموقع. يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية بدأت التنقيب عن الآثار الموجودة في قلعة محمد بن عبدالوهاب انطلاقا من المبادرة التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والمتضمنة تكفل الهيئة بإعادة تشييد قلعة دارين وإعادة افتتاح سوقها التراثية بعد مبادرة من أهالي دارين بترميم المناطق الأثرية وإعادة إطلاق سوق دارين التاريخية وبدء العمل بقصر الفيحاني بدارين. وأكدت الهيئة أن فريق البحث والتنقيب يتكون من باحثين سعوديين، وسينضم إليهم آخرون من مكاتب الآثار في المملكة، لتبادل الخبرات، فيما يضم الفريق اثنين من المصورين الفوتوجرافيين، وتم التعاقد مع مؤسسة وطنية لعملية التنظيف. ويحتل القصر مساحة واسعة من الأرض بموقع متميز على شاطئ جنوبي بلدة دارين قبالة البحر، ويتكون من طابقين ببعض جهاته وعدد كبير من الغرف والمخازن والمجالس، إضافة لفناء خلفي يتميز بواجهته المعمارية وبرجه الشهير والكثير من العناصر المعمارية الدقيقة ذات الطابع الإسلامي المتميز في تصميمه.