كتب: عمار عوض تكشفت الكثير من الحقائق عن الهجوم الإرهابي على مبنى البرلمان البريطاني، الذي رأت الشرطة أنه يظل في تقديرها هجوما فرديا أكثر من كونه عملا تقف خلفه خلية إرهابية متكاملة مثل الحوادث الإرهابية السابقة في أوروبا، لكنها أعربت عن قلقها من رسائل تليغرام الواتساب المشفرة، «في وقت أسفر التنقيب الكبير الذي قامت به أجهزة الإعلام البريطانية عن خلفيات وحياة منفذ الهجوم، أن خالد مسعود (أدريان المز) المولود لأم انجليزية بيضاء عندما كانت مراهقة من أب غير معلوم، عاش حياة مضطربة التفاصيل قبل تحوله للإسلام وبعده.وكشفت صحيفة «صنداى ميرور» أمس، أن أعضاء داعش سبق لهم أن دعوا إلى هجمات«الذئاب الوحيدة» في بريطانيا عبر تطبيق «تليغرام» في رسالة مشفرة، حددوا من خلالها قائمة الضحايا المحتملين والأهداف المثالية، في رسالة حملت عنوان قتالهم قبل 6 أسابيع فقط من تنفيذ هجوم الأربعاء الدامي، حيث دعوا من خلالها مؤيديهم في بريطانيا إلى مهاجمة البرلمان وملاعب كرة القدم بتفاصيل كثيرة جدا. وقالت الصحيفة إنه من الواضح أن مسعود تأثر بهذه الرسائل، وأشارت إلى أن أعضاء التنظيم درجوا على استخدام تطبيق «تيلغرام»، وهو المنصة المفضلة لهم، لأنه يستخدم التشفير من البداية إلى النهاية، ما يجعل من الصعب على الأجهزة الأمنية اختراقه. وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن الإرهابي خالد مسعود، أرسل رسالة مشفرة قبل دقائق من تنفيذه الهجوم لم يعرف محتواها، ما جعل وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد تدعو شركات التكنولوجيا لتتعاون بدرجة أكبر مع هيئات إنفاذ القانون، وأنه يتعين عليها التوقف عن توفير «مكان سري لتواصل الإرهابيين» باستخدام رسائل مشفرة. وقالت راد إن الوقت حان لوقف استخدام الإرهابيين لمواقع التواصل الاجتماعي منصة لهم، وناشدت شركات تطبيقات الرسائل المشفرة مثل واتساب المملوكة لفيسبوك، بالتعاون متراجعة عن السعي لإصدار تشريع جديد.وقالت راد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) هذا رأيي... إنه أمر غير مقبول على الإطلاق. يجب ألا يكون هناك مكان يختبئ فيه الإرهابيون. نحتاج إلى التأكد من أن مؤسسات مثل واتساب، وهناك كثير مثلها، لا توفر مكانا سريا للتواصل بين الإرهابيين.نحتاج إلى ضمان أن تملك أجهزة المخابرات لدينا القدرة على الإطلاع على رسائل واتساب المشفرة.وكانت صحيفة «الصنداي تايمز» التي نشرت تحقيقا مطولا عن حياة خالد مسعود «أدريان سابقا» من لحظة مولده إلى قيامه بالهجمات، نقلت تأكيد الشرطة البريطانية أنها تعتقد أن مسعود كان ذئبا منفردا، عمل وحده من دون تخطيط مباشر من تنظيم داعش، مضيفة أن محققي سكوتلانديارد وجهاز الأمن البريطاني «أم آي 5» ما زالوا يقيّمون هل تلقى مسعود تشجيعا أو مساعدة من مشاركين آخرين في بريطانيا، على الرغم من اعتقادهم أنه لم يكن ضمن خلية متطرفة مثل تلك التي وقفت وراء هجمات باريس وبروكسل.ويشير التحقيق إلى أن مسعود، وكان يحمل اسم أدريان راسل المز، ولد في يوم الكريسماس عام 1964 من أم بيضاء عمرها 17 عاما، وغير متزوجة تدعى جانيت المز من منطقة كرويدن في جنوب لندن، ومن أب أسود لم يذكر اسمه في خانة الأب في بيان الولادة. وتنقل الصحيفة عن زملاء لأدريان في الصبا في السبعينات، أنه كان يسعى إلى صداقة الفتيات البيضاوات وكانت لديه أكثر من صديقة، وكان ودودا ويعزف على آلة الغيتار، وقد بدا بتشكيل فرقته الخاصة، حيث كان يطمح إلى أن يصبح نجم روك شهيرا.وينقل التحقيق عن أحد زملاء دراسته الثانوية ويدعى مارك أشداون قوله: «لقد ترعرعنا معا، نقضي الليل كله في الحفلات مع الكثير من الشراب والمخدرات والجنس، كنا نعيش من أجل بهجة وصخب أيام نهاية الأسبوع».ونقلت صحيفة«الصن» في تقرير لها عن أصدقاء سابقين لمسعود أنه لم يكن «مسلما سليما»، وأنه كان يعقد الكثير من الجلسات المارثونية مع المومسات، وقالت كاسي هارفرد، إنها ركلته بعد أن انفق آلاف الجنيهات على بائعات الهوى، وقالت: «كان يدخن كميات وفيرة من مخدر الكراك». ونقلت صحيفة «ديلي ميل» أن أولياء الأمور في مدرسة بروكفيلدز الابتدائية في برمنغهام، حيث كانت طفلتا مسعود من زوجته الثانية تدرسان، شكوا إلى المدرسين من الرائحة الكريهة، ووجهات النظر المتطرفة لبنتيه، وقالت أم سابرينا حسين التي قالت إنها حظرت ابنتها من زيارة منزل مسعود، ربما كان لا يحبني، لأنني كنت فتاة آسيوية مسلمة بطابع غربي، كنت كلما وقفت في أي مكان بالقرب منه أشعر بالقشعريرة، موضحة أنه في واحدة من المرات وكان من المقرر أن تذهب ابنتها إلى حفلة في منزل مسعود، ولكنها غيرت رأيها وطلبت من ابنتها عدم الذهاب وأن تقطع علاقتها بهذه الأسرة وقالت: «ربما يكون هو حدس الأم، ولكني كنت أعرف فقط أن هناك شيئا ليس صحيحا معه، وأنا لم أكن أريد ابنتي هناك. مضيفة وبعد علمها بقيامه بالهجوم الإرهابي قالت تأكدت أن نظرتي صحيحة، لكنها قالت: «إنه مرعب تماما - وخصوصا عندما تعرف أن الشر كان على عتبة منزلك طوال الوقت».ونقلت الصحيفة عن مراسلها أنها شاهدت الشرطة تخرج من منزل خالد مسعود في برمنغهام بجهازي كمبيوتر وراديو، وأقراص مدمجة، ووثائق ورقية، بينما قال جيران آخرون إنه كان دائما يرتدي الجلبابي ويصطحب ابنتيه إلى المسجد لصلاة الجمعة بانتظام. وقال أحد الجيران واسمه إرول: «كان مسعود من الجيران الودودين، وواضح أنه والد مخلص، ودائما يأخذ أولاده إلى أنشطة ما بعد المدرسة». وقالت أم تعيش بجوار العقار قيد التحقيق: «رأينا خالد مسعود يأتي في كثير من الأحيان في ثوبه الإسلامي التقليدي يأخذ الأطفال إلى مسجد الحي، مضيفة فجأة قبل عيد الميلاد قال خالد إنهم سينتقلون إلى لندن، وأخذ أطفاله من المدرسة، ولم نر أياً منهم منذ ذلك الحين، كان رجلا لطيفا».