×
محافظة المنطقة الشرقية

العمري يناشد الملك أن يبشّر المواطنين في اليوم الوطني بإعفاء عدد من الوزراء

صورة الخبر

في البدء، لا بد من ذكر حقائق مؤلمة: تحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ. يقدَّر إجمالي عدد المدخنين الحاليين بـ6.4 مليون مدخن. بلغ عدد المدخنات في السعودية 1.3 مليون مدخنة. تتوقع دراسة ارتفاع عدد المدخنين إلى 10 ملايين عام 2020. رفعت الجمارك الرسوم على واردات التبغ بنسبة 100 %. تستورد السعودية 9700 طن جراك وتنباك من الهند. تتصدر مصر موردي المعسل إلى السعودية بواقع 4.9 ألف طن. ومن المؤسف حقاً أنه خلال القرن العشرين قُدرت الوفيات الناتجة من التدخين بنحو 100 مليون وفاة، أي ما يعادل ضعف وفيات الحرب العالمية الثانية. وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فقد ترتفع الوفيات إلى مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين، وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية. وقد كشفت إحصائيات الواردات السعودية لعام 2012 عن استيراد السعودية نحو 55992 طناً من منتجات التبغ والمعسل والجراك، بقيمة إجمالية بلغت ثلاثة مليارات و433 مليوناً و955 ألف ريال، أي ما يمثل 0.58 % من إجمالي واردات السعودية، التي تقدر قيمتها بنحو 583 ملياراً و473 مليون ريال. يأتي ذلك رغم التدابير التي اتخذتها السعودية لمكافحة التدخين برفع الرسوم المفروضة على واردات التبغ بنسبة 100 %. ومع الأسف (وبلا فخر)، نحتل المرتبة الرابعة عالمياً في استيراد التبغ، كما أن 34 % من طلابنا في المرحلة المتوسطة قد جربوا التدخين ولو مرة في حياتهم؛ ما يدل على إقبال الشباب، وفي مرحلة المراهقة خصوصاً. كل هذه دلائل على أنه سيكون لدينا جيل قادم مدخِّن..!! ما أسباب انتشار هذه الظاهرة في المجتمع عموماً، وعند الشباب والمراهقين خصوصاً؟ وهل منع التدخين في الأماكن العامة سيُحدُّ من تزايد هذه الظاهرة؟ وما الحلول التي قد تُحدُّ من هذا الانتشار؟ وما دور المجتمع ووسائل الإعلام في معالجة هذه الظاهرة؟ أسئلة عديدة تُطرح عاماً بعد عام، لكن ـ مع الأسف الشديد ـ تمخض الجمل فأنجب فأراً.. لا إجابات كافية، ولا حلول في الأفق، رغم أن الدراسات تشير إلى أن فئة الشباب (من الجنسين) مقبلون على المعسل بمعدلات مهولة، رغم فروض رسوم على الاستيراد، ورغم ارتفاع الأسعار.. لكن ألا ترون معي أن هذه الحلول - رغم كونها جيدة ونافعة، وأنا معها ولست ضدها - ليست كافية وكفيلة بالحد من ظاهرة التدخين وجلسات المعسل بين الفتيان والفتيات..؟! إذاً، القضية تكمن في الأسلوب والتربية. (البيت) أساس كل واردة وشاردة.. (البيت) أساس التربية وعمودها.. (البيت) هو المدرسة الحقيقية، والبذرة الأولى للنشء.. (البيت) النواة التي يتخرج منها الصالح والطالح، المعتدل والمتشدد، المفيد لأمته ومجتمعه والعالة على بيته وأهله؛ وبالتالي يكون سلبياً على وطنه.. إذاً، البيت هو الركيزة الأولى لمعايير التربية والسلوكيات كافة الناتجة من هذا الجيل والأجيال القادمة.. إذا صلح المنزل والأسرة صلحت أمورنا جُلها وغالبيتها. وحتى لا نكون مخطئين، هناك جزء بسيط للحي والشارع والمدرسة والأقارب، وغيرها من أسباب اكتساب الفرد بعض السلوكيات، لكنها تظل نسبة ضئيلة أمام قيمة المنزل وربة المنزل بالذات، والقائم على تربية أولاده تربية صالحة. فالأب له دور كبير في متابعة أبنائه متابعة دقيقة، والجلوس معهم، وعدم الإهمال حتى لا يكون الفأس بالرأس فيندم وتندم الأمة برمتها..! الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار مع الأبناء والبنات من أهم وأفضل الطرق التي تساعدك على أن تجعل من أبنائك أصدقاء لك.. حافظوا على بيوتكم ترتَحْ عقولكم، وتجنوا الثمار اليانعة والمفيدة لكم، ولدينكم، ووطنكم..!