خبراء يؤكدون أن داعش ليبيا أخطر من بوكو حرام في نيجيريا يرى خبراء أمنيون أن داعش ليبيا، يعد أخطر تنظيم إرهابي في مناطق شمال أفريقيا والساحل وحتى في غرب أفريقيا، بالرغم من تواجد تنظيمات أخرى أقدم منه على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبعض فروعه التي انشقت عنه أو عادت إليه في ما بعد، فضلا عن بوكو حرام في نيجيريا. العرب [نُشرفي2016/11/25، العدد: 10466، ص(4)] نتيجة الفوضى وتهريب السلاح الجزائر - قال الدكتور علي كودير، الخبير في العلاقات الدولية من جامعة باتنة، شرقي الجزائر، إن الصحراء الكبرى التي تشمل دول الجزائر، ليبيا، مالي، النيجر وموريتانيا “تحولت إلى مكان مثالي لتخفي مجموعات تسمي نفسها جهادية”. وأضاف “في عام 2000 كانت المنطقة خالية تقريبا من الإرهابيين باستثناء مجموعة صغيرة تنتمي إلى تنظيم إرهابي جزائري (الجماعة السلفية للدعوة والقتال، المسماة حاليا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، أما اليوم فإن ما لا يقل عن 7 مجموعات مسلحة تنتشر في الصحراء”. ووفق هذا الخبير، فإن هذه الجماعات “تمارس عمليات مسلحة، كما تحصل على التمويل من خلال تنفيذ عمليات اختطاف لرعايا دول غربية ثم المطالبة بفدية”. أما سبب تزايد عدد هذه الجماعات في المنطقة حسب محدثنا فهو “الفوضى التي شهدتها الصحراء الكبرى وغرب وشمال أفريقيا بعد اندلاع الثورة في ليبيا في 2011، وما تبعها من انتشار لتهريب السلاح في المنطقة”. وقال مصدر أمني جزائري، إن “داعش ليبيا، يمثل أكبر تهديد أمني لمنطقة شمال وغرب أفريقيا والساحل”. وأشار المصدر إلى “وجود 7 منظمات إرهابية رئيسية تنشط في منطقة شمال وغرب أفريقيا والصحراء”. وأضاف أن “التقارير الأمنية تؤكد أن داعش في ليبيا، يبقى مصدر تهديد رئيسي لأمن منطقة المغرب العربي وغرب أفريقيا، والسبب أنه ليس مجرد مجموعة مسلحة قليلة العدد بل قوة شبه عسكرية”. وأوضح أن “وجود حدود شاسعة تربط ليبيا بدول المنطقة يسهل وصول المقاتلين إلى هذا البلد، بالإضافة إلى وجود مخزون مهم من السلاح فيه”. وقال المصدر الذي يعمل على ملف مكافحة الإرهاب إن “ما يؤكد مخاوف الجزائر من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عليها هو وجود قوات جزائرية ضخمة على حدودها مع ليبيا تصل إلى 50 ألف عسكري منتشرة على طول الشريط الحدودي”. ومن جانبه يرى محمد داخر، عضو سابق بلجنة الخارجية في المجلس الشعبي الوطني، أنه “رغم أن داعش في ليبيا، لم يستهدف إلى غاية الآن الجزائر إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أنه سيفعل ذلك في حال أتيحت له الفرصة، وهذا الأمر دفع السلطات الجزائرية إلى التركيز بشكل كبير على مراقبة الحدود البرية مع ليبيا والتعاون الأمني والعسكري مع الجارة تونس”. وحسب الدكتور محمد تاواتي، الخبير الأمني الجزائري وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة الأغواط جنوب الجزائر، فإن أقوى المنظمات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا هي داعش ليبيا، والسبب لا يتعلق بسيطرتها على أراض ومدن بل بسبب امتلاكها لمعسكرات لتدريب مقاتلين قادمين من مختلف الدول في العالم. أما جماعة بوكو حرام، فإن خطورتها أقل حسب الخبير الأمني والسبب هو “افتقارها للهيكل التنظيمي الفعال، حيث فشلت هذه المنظمة في تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف كبرى وبقي عملها يقتصر على عمليات اختطاف في نيجيريا مثلا”. بينما يرى محمد تاواتي، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يبقى عنصر تهديد بالغ الخطورة “حيث تراكمت لدى هذا التنظيم خبرة حرب بدأها ضد الجيش الجزائري قبل ربع قرن”، حيث تم تأسيس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عام 2007 على أنقاض الجماعة السلفية التي قاتلت الجيش الجزائري في الحرب التي بدأت عام 1992. ويأتي بعده وفق هذا الخبير “تنظيم المرابطون الموالي للقاعدة، والذي يقوده الجزائري مختار بلمختار، وهو أيضا جماعة شديدة الخطورة، حيث نفذت في يناير 2013 (عندما كان اسمها الموقعون بالدم قبل أن تتوحد مع جماعة أخرى وتصبح باسم المرابطون) عملية احتجاز دموية لرهائن في مصنع للغاز جنوب الجزائر أسفرت عن مقتل 38 رهينة بعد تدخل قوات خاصة جزائرية لتحريرهم” والقضاء على جميع الإرهابيين. واعتبر محمد تاواتي أن داعش في تونس يعد رغم قلة عدد عناصره مجموعة شديدة التنظيم ومتماسكة وتعتمد على تكتيك العمليات النوعية في المدن، أما داعش في شمال مالي فيراه أقل قوة. ويقول الصحافي المالي المختص في الشأن الأمني دواردو كانو “أعتقد أن ليبيا ومالي هما الحلقة الأضعف في الحرب على الإرهاب في المنطقة والسبب نقص الإمكانات لدى دولة مالي الفقيرة، أما ليبيا فإنها تعاني من التفكك”. ووفق دواردو كانو “فإن فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في شمال مالي يعد أقوى الفصائل المسلحة في شمال مالي ويقوده المطلوب دوليا يحيى أبوالهمام، وهو جزائري، ويعد هذا الفرع جماعة إرهابية دولية تنشط في 3 دول (مالي والنيجر والجزائر)”. وقال الصحافي المالي “جماعة أنصار الدين، التي تتشكل من شعب الطوارق، لها حضور كبير في المنطقة حيث أعلن قائدها إياد غالي، نفسه أميرا على شمال مالي التي تسمى إقليم أزواد في 2012 بعد سيطرة فصائل مسلحة على الإقليم الذي انفصل عن دولة مالي، وتطلب الأمر تدخل الجيش الفرنسي عسكريا لإعادة سيطرة الحكومة المالية على الإقليم ضمن عملية سرفال العسكرية في 2013”. وتابع “هناك أيضا منظمة المرابطين ويقودها القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار الذي بايع الظواهري على السمع والطاعة، بالإضافة إلى منظمة أنصار الدين وهي جماعة عرقية تتشكل في أغلبيتها من سكان شمال دولة مالي”. :: اقرأ أيضاً يوم آخر في الكويت: انتخابات بهدف انتقامي لدى البعض تونس تحذر الميليشيات الليبية من المس بأمنها السعودية ترد على دعاية الكساد الاقتصادي بافتتاح مشاريع كبرى روسيا ترسم عبر سلاح الجو السوري حدود التدخل التركي