كشفت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن الأسلحة التي مدت بها الولايات المتحدة المعارضة السورية مؤخراً تتضمن صواريخ من نوع متقدم لها القدرة على تتبع الدبابات وتدميرها. وأشارت إلى أن الثوار تمكنوا خلال اليومين الماضيين من تدمير عدد من الدبابات لقوات الرئيس بشار الأسد في مناطق درعا ودير الزور. وكانت عناصر بالائتلاف المعارض أكدت المعلومة، موضحة أن الصواريخ الجديدة أصبحت تشكل هاجساً لقوات النظام بعد تدمير 3 دبابات بدرعا واثنتين بدير الزور، ما دفع الأسد لاشتراط وقف الدعم العسكري الأميركي للثوار قبل تنفيذ المقترح الروسي بتدمير الأسلحة الكيماوية. إلى ذلك، سعت الإدارة الأميركية لطمأنة المعارضة وتأكيد أن إرجاء الضربة العسكرية التي كان يفترض توجيهها لدمشق لا يعني غض الطرف عن جرائم الأسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف، إن وزير الخارجية جون كيري، أوضح في اتصالين مع رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا، ورئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، أنه يسعى "لإبرام اتفاق جدي وجدير بالثقة وقابل للتنفيذ" لتدمير السلاح الكيماوي لدى الأسد. من جهة أخرى، أفادت الأمم المتحدة أن الطريق أمام سورية ما زال طويلاً لانضمامها رسميا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى أن هناك كثيرا من الالتزامات لم يتم الإيفاء بها حتى الآن. وأفاد المتحدث باسم منظمة حظر السلاح الكيماوي مايكل لوهان، أنه ليس بوسعه في الوقت الحاضر أن يؤكد انضمام دمشق فعليا، مشيراً إلى إمكانية أن تكون هناك عناصر ناقصة بالملف. وقال "نحن على اتصال مع سورية بشأن طلبها. نحاول الحصول على مزيد من المعلومات بحيث تستكمل آلية الانضمام للاتفاق"، دون أن يحدد طبيعة هذه المعلومات. من جانبه، أعلن نائب أمين عام الأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إيرفي لادسوس، عن استعداد المنظمة لتوجيه جنودها إلى سورية لحماية منشآت السلاح الكيميائي في إطار قرار من مجلس الأمن. وأضاف "نحن ننفذ قرارات مجلس الأمن. وإذا كلفنا باتخاذ أي إجراء فإننا على استعداد للقيام به". إلى ذلك، استبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، نتائج تقرير المفتشين الدوليين الذي يتوقع صدوره غدا، وقال إن التقرير "سيؤكد على الأرجح استخدام غاز سام في الهجوم على ريف دمشق، مؤكدا أن "الرئيس السوري ارتكب جرائم كثيرة ضد الإنسانية". وفي سياق منفصل، تواصلت الانتقادات بالصحف الأميركية للرئيس أوباما بسبب موقفه المتردد من سورية، وقال المحلل السياسي مايكل جيرسون لـ"الوطن"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأ يطبق سياسة عودة بلاده كلاعب رئيسي في المشهد السياسي على حساب الولايات المتحدة. وأضاف "العرض الروسي بإرجاء الضربة العسكرية لدمشق جعل روسيا تكتسب نفوذاً جديداً في الشرق الأوسط، وموسكو ستواصل مد حلفائها بالمنطقة بالأسلحة النوعية والمتطورة". وتابع "أوباما منح بوتين الفرصة التي ظل يبحث عنها طويلاً لإعادة الثقة بالنظام الروسي الذي انكفأ على نفسه كثيراً في السابق. لكنه عاد الآن أكثر قوة".