تمخض اجتماع اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية الذي استضافته غرفة تجارة وصناعة مكة المكرمة يوم الخميس الماضي عن صدمة جاءت لتبرز تناقضا بين مسمى اللجنة «الوطنية» وما تطلبه وتبرزه كعائق ضمن 13 معوقا قالت أنها «تقف أمام قدرة المستثمرين على تنمية السياحة الداخلية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج». ذلك العائق تم إيجازه في ورقة عمل تحمل حزمة من المطالب والتوصيات ومنها «تخفيض نسبة السعودة في القطاع السياحي» فأي «وطنية» يمكن أن تعبر عن توجه اللجنة الموقرة إذا هي طالبت بتخفيض نسبة السعودة في قطاع يفترض أن يتوجه بكامله إلى «السعودة» بحكم توفر الأرضية المناسبة لنسبة لابأس بها من الشباب الذين أثبتوا كفاءة عالية في العمل بقطاع لن يتأثر كثيرا ــ من وجهة نظري ــ بزيادة إعدادهم والاستثمار فيهم كواجهة «وطنية» لعمل «وطني» .. وعندما أقول «لن يتأثر» فإنني أقصد أن غالبية القطاعات السياحية وخصوصا الفنادق الكبيرة في بلادنا تعج بغير السعوديين الذي تستقدمهم الشركات العالمية كمديرين ورؤساء أقسام ينتمون إلى جنسيات غربية وعربية وآسيوية .. ويقابل ذلك نسبة متواضعة من السعوديين في بعض تلك المنشآت السياحية وتكاد تنحصر تلك النسبة في موظفي الاستقبال وقلة من موظفي الحجز والتلفونات. لقد كنت أتوقع أن تعلن اللجنة عن دعمها للسعودة في كل قطاعات العمل السعودي ، وتعلن أيضا عن تعاونها مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والهيئة العامة للسياحة والآثار لتصميم برامج في كليات السياحة الموجودة في بعض مدن المملكة لاستيعاب أعداد كبيرة من أبناء الوطن في القطاعات السياحية التي تشمل الفنادق ومكاتب السفر والسياحة .. وكم كان مفرحا لنا جميعا لوكان ضمن توصيات اجتماع اللجنة الوطنية للسياحة وضع برنامج زمني لإحلال الشباب السعودي في الأعمال الإدارية والفنية الكثيرة التي يشغلها الآن نسبة كبيرة من غير السعوديين في قطاعات السياحة.. إن نظرة واقعية لكل الأعمال السياحية التجارية في بلادنا ابتداء من الفنادق والشقق المفروشة وأماكن الترفيه وانتهاء بمكاتب السفر وخدمات الاستقبال والترحيل وغيرها من الخدمات الأخرى ذات العلاقة بالعمل السياحي ، ستكشف لنا كما هائلا من غير السعوديين مما يجعلني أدعو وزارة العمل والهيئة العامة للسياحة والآثار أن تفرض السعودة وتوطين أغلب الوظائف في هذا القطاع، وأن لا تلفت بل وترفض كل الدعوات التي تطالب بتخفيض السعودة كاللجنة الوطنية للسياحة التي تغرد خارج السرب الوطني وتجدف عكس التيار الاجتماعي الذي يبحث عن وظائف لشبابنا في قطاعات هم أحق من غيرهم بالعمل فيها، ولا أدري أخيرا إن كانت اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية تعلم أن هناك كليات ومعاهد للسياحة والفندقة منتشرة في بلادنا تضم أعدادا كبيرة من شبابنا سيتخرجون ومن حقهم أن يجدوا مكانهم للعمل.