‘ قررت أمريكا ضرب داعش وتدميره. صادف أن بعض دول المنطقة يتفقون معها في هذا. تشكلت مجموعة من الدول للتعاون في الحرب على هذه المنظمة الخارجة على كل القيم الإنسانية. كل دولة لها أجندتها ومصلحتها من هذه الحرب. المملكة قررت الانضمام لمحاربة داعش لسببين لا يخفيان على أحد. سمعة الإسلام وأمنها. مصالح الدول تلتقي وتفترق. إذا التقت المصالح تضامنوا إلى درجة العمل العسكري المشترك. مثلا في الحرب العالمية الثانية تحالفت القوى الرأسمالية مع ستالين العدو الأكبر للمعسكر الرأسمالي وعندما هزموا العدو المشترك عادوا إلى سيرتهم في التنافس فيما عرف بالحرب الباردة إلى أن سقط الاتحاد السوفياتي . أما إذا افترقت المصالح فحجم الافتراق يقرر حجم التصادم. افترقت المصالح بين المملكة وبين أمريكا حول مصر. اقتضت المصلحة الأمريكية أن تقف مع الإخوان. هكذا هي السياسة لا علاقة لها بالمبادئ. تنحصر المبادئ في علاقة كل دولة بشعبها وبفلسفتها في الحياة. كل حكومة تقرر مصلحة شعبها أو هكذا يفترض. وبناء على هذه المصلحة تصمم استراتيجيتها الخارجية. لا أحد قال ولا أحد ادعى ولا أحد يجرؤ أن يقول إن أمريكا جاءت لإحقاق الحق وفرض العدالة. أتمنى على قراء مقالي أن يقروا أنني حاولت جهدي أن أقول إن الشمس تأتي من الشرق وتغيب في الغرب. مع الأسف عاد من يقول لي إن أمريكا جاءت تضرب المنظمات السنية نصرة للشيعة. لنفترض أن أمريكا جاءت نصرة للشيعة ضد السنة. هذا لا يختلف عن قولنا إن أمريكا جاءت لتعزيز مصلحتها. فإذا هي تحالفت مع الشيعة فهي ترى أن مصلحتها مع الشيعة ولكن هذا كله لا أساس له من الصحة. هذا وهم خطير أوقعنا فيه شيوخ الفتنة. السنة ليست تلك العصابات الجوالة تفجر هنا وتقتل هناك. الدول السنية في المنطقة هي المملكة ومصر وتركيا والجزائر وغيرها كثير. ثلاثون ألفا أو أربعون ألف معتوه لا يمثلون السنة. أمريكا لم تأت للحرب على السعودية أو مصر أو تركيا. لماذا ننجر وراء هؤلاء الذين يحاولون أن يوهمونا أن السنة هي داعش أو النصرة. أمريكا في حالة سلام ووئام مع المملكة وفي حالة تحالف مع تركيا ومع الجزائر وغيرها. نختلف معها في فلسطين فقط. في الواقع هي في حالة صراع كسر عظم مع ايران. من يحاول أن يروج أن هذه المنظمات المشبوهة تمثل السنة له أهدافه أو أنه مجرد طائفي متخف أو متعفن.. يجب ألا نسمح لهؤلاء أن يجعلوا من منظماتهم ممثلا لأي منا سنة أو شيعة. لعلكم قرأتم تصريح القرضاوي. (أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة لكني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أمريكا." ثم يقول إن أمريكا: "لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها وإن سفكت الدماء." هذا التصريح يكشف عن حقيقته التنظيمية وميوله المشبوهة. فالرجل يريد من أمريكا أن تعتنق الإسلام قبل ان تضرب داعش. هذا الشرط لم نره عندما انقضت طائرات حلف الناتو على ليبيا القذافي. كان يهلل ويكبر. هل تركت أمريكا الإسلام بعد أن أنهت للشيخ حكم القذافي؟ يجب أن نتذكر أننا لا ننتسب لمنظمات أو تنظيمات. كل التنظيمات السنية هي تنظيمات خارج القانون ولا تمثل السنة. فليدمرها من يريد تدميرها. نحن شعوب ننضوي تحت علم ودستور وحدود جغرافية وسياسية وقيادة: ننتسب لدول واضحة المعالم معترف بها عالميا. قرار الملك عبدالله هو القرار الذي يمثلنا في الحرب والسلم وما عداه فهو أمر مشبوه يجب التصدي له. القرضاوي والنصرة وداعش وغيرهم من التنظيمات الخارجة على القانون يجب تدميرهم أو إحضارهم للمحاكمة. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها إذا أردنا السلام لنا ولأجيالنا القادمة.