قبل خمس سنوات تقريباً تقدمت إحدى المؤسسات الخيرية التنموية بطلب لبناء (200 وحدة سكنية) للفقراء؛ ضمن برنامجها للمساهمة في إنشاء (2000 وحدة) على مستوى المملكة. بعد التحاور والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة وقع الاختيار على الـ (200 أسرة الأكثر حاجة)، وتمّ منحهم أراضي خَـلف (جَـبَـل عِـيْـر)، في الكيلو 9 طريق الهجرة؛ ولكن كانت تلك (المِـنَـح) مشروطة برهنها لذلك المشروع فلا حقّ لهم في التّـصرف فيها!! فَـرح أولئك المساكين وأكثرهم من البؤساء والأرامل والأيتام، وبَـصَـمُـوا على ذلك بـ (الـعَـشَـرة)، فُـحُـلـم المنزل الذي طال انتظاره لاح في الأفق وهاهو يُـطْـرق الأبواب!! تمضي الأيام وكأني ببعض أولئك الطّـيبين يزور تلك الصحراء القاحلة كُـلَّ يوم بحثاً عن أثَـرِ بِـنَـاء أو حياة! ولكن كانت الصّـدمة بعد خمس سنوات إعلان تلك المؤسسة اعتذارها بحجة مشاريع الإسكان (هذا ما ذكرته وسائل الإعلام)! ثم يأتي القرار بعد ذلك بَـفـكِّ (الأراضي، الـ 200) من أَسْــرِ الـرَّهْـن لتلك المؤسسة الخيرية، وتمكين المواطنين منها!! وهنا ما ذنب أولئك المساكين أن تُـقْـتَـلَ فَـرحتهم بمهدها؟! وأين حقهم في تعويض طول انتظارهم وصبرهم، وما دفعوا طوال تلك السنين من معاناة ومصروفات إيجار؟! كنت أتوقع التعامل الإنساني مع هذه القضية، فبمجرد انسحاب المتبرع الأول، يُـبْـحَـثُ سريعاً عن مُـمُـوّل للمشروع من المدينة أو خارجها، على أن ينفذ البناء خلال سنة فقط، فيها تؤمَّـن شُـقَـق سكنية لتلك الأسَـر الفقيرة!! كنت أرجو تكريمهم وجَـبْـر خواطرهم بأن يُـصرف لهم بدل إيجار عن السنوات الخمس التي ضَـاعت من أعمارهم في الانتظار، وكنت أتمنى أن تكون لهم الأولوية في مشروع الإسكان، ولكن ... !! أعتقد تلك الحلول ما زالت ممكنة الآن، فلعل أهل الشأن يَـتَـحركون، ولعل أهل الخير يُـسَـارعون، ويبقى السؤال الذي أطرحه هنا دائماً: لماذا يكون المواطن البسيط ضحية لقرارات عشوائية من بعض المؤسسات الخَـدمِـيّـة ؟! @aljamili aaljamili@yahoo.com aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain