لم يعد المجتمع الدولي يحتمل بربرية تنظيم «داعش» الإرهابي الظلامي وأصبح لديه قناعة كاملة أن التصدي لهذا التنظيم الإرهابي يتطلب تحركا جماعيا مدروسا وسريعا وفق آلية عسكرية محكمة تعمل على اجتثاثه من جذوره في العراق وسوريا من خلال عمليات موجعة وساحقة وليست تجميلة، لكسر ظهر التنظيم الظلامي. وفي نفس الوقت، دعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي لكي تستطيع مواجهة آلة الحرب الأسدية المدعومة من روسيا وإيران وميليشيات حزب الله حتى يتحقق التوازن الاستراتيجي على الأرض السورية. وحديث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر الأمن والسلام في العراق يعكس دعما فرنسيا وأوروبيا ليس فقط للتصدي لـ«داعش» بلا هوادة وإنما للثورة السورية ومعاناة الشعب السوري الذي ما زال يدفع فاتورة الحرب وحده، والتي حاول النظام الأسدي خلط أوراقها من خلال دعم تنظيم «داعش» والسماح له بالتمدد في الأرض السورية. لقد وضع الرئيس الفرنسي في كلمته النقاط على الحروف التي لطالما جهلها الغرب أو ربما تقصد تجاهلها منذ انطلاقة الثورة السورية قبل ما يزيد عن السنوات الثلاث. اليوم وهو يتحدث عن دعم المعارضة السورية، كانت لحظات من الحقيقة بالنسبة للغرب ولأوروبا، هي لحظات مصالحة بين المجتمع الغربي نفسه التي انقسم فيها حيال دعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي. حديث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يصوب البوصلة، بوصلة الإنسان وحقوقه وكرامته، والبداية كما قال هولاند في سوريا لدحر «داعش» منها ومن العراق ومن ثم كسر ظهر النظام السوري لكي يعيش السوريون في أمن وأمان ويعود الاستقرار في المنطقة. وتأكيدات الأمير سعود الفيصل على استمرار هيكلة محاربة التنظيم الإرهابي لمدة 10 سنوات ما هو الا انعكاس حرص المملكة على إجتثاث الإرهاب على هذه الظواهر البغيضة.