×
محافظة المنطقة الشرقية

لجنة المكاتب الهندسية تبحث مع الدفاع المدني أمن وسلامة المباني

صورة الخبر

يولع كثير من الشباب السعودي بمتابعة الأفلام الأمريكية لدرجة الهوس، والسبب الرئيس في ذلك يعود إلى البحث عن مشاهدة شيء جديد ومجاراة الواقع الذي فَرض عليهم الإلمام بما يدور من حولهم، حتى يكونوا على دراية بمُستحدثات المجال السينمائي الأمريكي الساحر، وما يحمل في طياته من أشياء ربما تكون غريبة نوعاً ما على طبيعتهم. يقول يحيى رزيقان الناقد الفني "هذا الكلام لا ينطبق على السعوديون فقط، وإنما على سائر الشباب الذين يَرون أن صناع تلك الأفلام يبدعون، ويقدمون، بل يبحثون عما هو جديد. وهذا الاعتقاد ربما يكون خطأ كبيرا، لأن ما تنشره أغلب هذه الأفلام من عادات، تندرج قطعاً تحت بند الممنوع من حركات عنيفة تمثل خطراً، ولأن الممنوع دائماً مرغوب فنحن نرى وسَنرى الكثير من شبابناً يبحثون، بل يلهثون وراء تلك الأفلام حتى ولو كلفهم الأمر العناء والمال". ويزيد رزيقان "الشباب السعودي يسافر لأميال باحثاً عن عرض لفيلم جديد في مدينة دبي أو قطر والبحرين أو غيرها من دول الجوار التي تعج بدور العرض السينمائي، وذلك لعدم توافر هذا النوع الجاذب لهم". ويؤكد الناقد الفني أن الإنتاج السعودي الأخير من الأفلام يستمد أدوات الصناعة من السينما الأمريكية أو على الأقل محاكاتها، مبيناً أن من الصعوبة أن يجيد الشباب السعودي صناعة الأفلام التي تعتمد على الحركة، وإن كانت تلك الأفلام هي ما يستهوي الشباب. وعن حالة الترحال من أجل التعرف على السينما وصناعتها وأسرارها، يقول عضو الجمعية السعودية للثقافة والفنون "الشباب أنفسهم قيد السفر الدائم، ما يحتم إنشاء دور سينمائية تحاكي الواقع، ليس فقط لمجرد الترفية، بل لأسباب اقتصادية تتضمن إتاحة كثير من مجالات العمل المختلفة". وأضاف يحيى رزيقان "وجود الدور سيسهم في احتواء الشباب من خلال انتقاء الأفضل بديلاً لتلك الأفلام الهوليوودية البعيدة كل البعد عن الحقيقة، وبديلاً عن الفضائيات المنتشرة العارضة لكل جديد من تلك الأفلام"، مؤكداً أن من الأفضل مجاراة الشباب بما يرغبون فيه كي يكونوا في مأمن من كل ما هو غريب ومقلق، إلى جانب تقليص حجم الإنفاق الموسمي الذي تفرضه مواسم عرض تلك الأفلام. ويشير رزيقان إلى أن الدراسات أظهرت حجم صرف مادي كبير من قِبل الشباب السعودي ناتج عن الإقبال على تلك الأفلام، وقد تعدى هذا الإقبال في دور سينما قطرية مثلاً 20 في المائة في مقابل 50 في المائة من القطريين أنفسهم "لا بد من البدء في التشجيع بإنتاج أفلام محلية الصنع تحمل في طياتها كثيرا من الواقع الداخلي المألوف للجميع لاستيعاب الطموح المتزايد لهؤلاء الشباب، في ظل ازدهار كثير من مواقع التواصل التي وصلت الجميع بعضهم البعض، بل أكثر من ذلك فتداول الأفلام من خلالها أصبح أمراً يسيراً ومتاحا للجميع، ولكن يبقى الشغف الدائم لحضور العرض السينمائي لكل ما هو جديد ومثير، وهذا في حد ذاته يمثل روحا أخرى موجودة بشكل دائم تتوارثها الأجيال، وهي الشغف لمشاهدة فيلم أمريكي".