×
محافظة الرياض

احمد عيد يدعو الجماهير لدعم المنتخب : بحضوركم يتم لنا الفرح والسرور

صورة الخبر

«مصر هبة النيل» مقولةٌ قالها أبو التاريخ هيرودوت، فمنذ فجر التاريخ، اعتمدت مصر على سريان هذا النهر العظيم في أراضيها في معظم نشاطاتها، خاصة الزراعة، كنشاط رئيسي مميّز للحضارة المصرية التي قامت على ضفاف النيل. فمصر هبة النيل، وحضارتها من ثمار البيئة الطبيعية، ولولا هذا الوطن الصالح ما قامت لمصر حضارة، ولا كان للمصريين ذكرٌ في التاريخ. *** ما قاله هيرودوت عن نهر النيل، يصحّ قوله في عصرنا على شركة نوكيا Nokia العملاقة. فهذه هي إحدى أكبر الشركات الفنلندية حتي أصبحت هي وفنلندا صنوان ما أن تذكر الأولى حتى يقفز اسم الثانية. وشركة نوكيا التي اشتهرت بهواتفها النقالة التي كانت، وإلى وقت قريب، تتغلب على كثير من الهواتف المحمولة في كثير من دول العالم حتى أصبح أحد الروافد الرئيسة للدخل الوطني لفنلندا. لكن ما جرى للنيل بالنسبة لمصر، جرى لفنلندا بالنسبة لهاتف نوكيا والشركة المنتجة لهذا الهاتف. فبعد 148 عاماً، تخلت شركة نوكيا العملاقة، وهواتفها النقالة التي تهافت عليها الكبير قبل الصغير، وأرباحها الهائلة التي كانت محطّ حسد من نظيراتِها عن مركز الصدارة، فلقد قلّت مكانتها في السوق وشهدت انحدار مبيعاتها أمام أعينها وتحوّلت أرباحها إلى خسائر. فبعد أن كانت الحصة السوقية للشركة 39%، من سوق الهواتف عام 2009، انحدرت إلى 5%، العام الماضي. *** وهكذا.. وكما يقول المثل الشعبي: «دوام الحال من المحال»، فقد جاء الانخفاض الحاد لمركز شركة نوكيا وتدني مبيعاتها وانخفاض قيمة أسهمها نتيجة احتدام المنافسة والاستخدام المتزايد للأجهزة الذكية ذات شاشات تعمل باللمس، مثل iPhone والأجهزة التي تعمل على نظام Android المطور من Google التي لم تستغله نوكيا بما فيه الكفاية كما فعلت سامسونغ. وبعد احتلالها المركز الأول كأكبر بائع للهواتف الذكية من عام 1998 إلى 2012، سقطت لتحتل المكانة العاشرة في العام الحالي. وقد أدى كل هذا إلى تدهور سعر السهم من 40 دولاراً في أواخر عام 2007، إلى ما دون دولارين في منتصف 2012. *** وكان أخيرا القرار الموجع الذي أعلنت فيه شركة مايكروسوفت العملاقة الاثنين (03/09) أنها ستشتري قسم الهواتف الخلوية في شركة نوكيا الفنلندية مقابل 7.2 مليار دولار. هذه الشراكة الإستراتيجية بين الشركتين تقضي باستبدال نظام تشغيل نوكيا بـ Window Phone التابع لمايكروسوفت. ولكن يبدو أن هذه الخطوة لم تحظ بقبول لدى الفنلنديين الذين رأوا فيها تفريطا مؤلماً في أحد الصناعات الوطنية.. فيه جرحاً لكبريائهم. *** ما قد يخفف بعض الشئ عن الفنلنديين هو أن نوكيا مازالت تحتل المقدمة في المبيعات داخل فنلندا نفسها. فلا زالت هى الشركة الأولى فى حصص ومبيعات الهواتف الذكية فى فنلندا البلد الأم للشركة فقد استطاعت نوكيا فى الربع الثاني من العام استعادة صدارتها فى السوق بنسبة 36% من حصص الهواتف الذكية فى فنلندا متقدمة على منافسها الرئيس سامسونج بنسبة 2%. *** واذا كان الفنلنديون قد اختاروا الرئيس التنفيذي الحالي لشركة نوكيا، الكندي الأصل ستيفن إيلوب، الذي كان نفسه رئيساً تنفيذياً سابقاً في مايكروسوفت، لجعله كبش فداء لما وصفوه الجرم ضد الكبرياء الصناعية الوطنية، فإنهم ربما لم يجدوا شخصاً في حجم وإنجاز لي أياكوكا Lee Iacocca) ) الذي يعد من أشهر رجال الأعمال على مستوى العالم، وأفضل مدير تنفيذي (CEO) في تاريخ الولايات الأمريكية المتحدة؛ فقد وفّر القيادة اللازمة لنقل شركة كرايسلر من حالة الإفلاس إلى تحقيق الأرباح؛ وجعلها خلال 5 سنوات من أكبر وأقوى 5 شركات في العالم. * نافذة صغيرة: (الإدارة ليست إلا تحفيز الآخرين). لي أياكوكا. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain