لا تكاد تخلو عائلة منهم، هم فلذات أكبادنا، إخواننا وأخواتنا، أقرباؤنا وقريباتنا، هم جزء منا، ولكنهم للأسف لا يحصلون على كل ما يستحقونه. إنهم ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين حرمهم الله عز وجل، من بعض نعمه التي أعطاها -لحكمة يعلمها وحده سبحانه وتعالى- لمن ولاه أمر هذا المعاق أو المعاقة، ولكن هذا الإنسان المعافى نسي أو تناسى في غمرة الحياة أن عليه واجبا إنسانيا وأخلاقيا يحتم عليه أن يقدم لهذا الإنسان المحروم كل ما يستحقه من رعاية واهتمام وكل ضرورات الحياة التي تعينه على العيش فيها بكرامة تعوض عليه حرمانه. ولا ننسى أن على أجهزة الدولة ذات العلاقة مسؤولية كبيرة في تدريب وتأهيل هؤلاء الموظفين. فماذا قدمت لهم؟ كثير من المباني المخصصة لهم متهالكة، باردة لخلوها من المشاعر الإنسانية في قلوب بعض العاملين فيها. ماذا قدمت لهم؟ عندما جلبت لهم عديمي الخبرة في التعامل مع هذه الفئة العزيزة والغالية والتي هي جرح في قلب أحبابهم، وهم الذين يستحقون أكرم وأحن معاملة يمكن أن تقدم لإنسان في هذه الحياة. هل رأيتم كيف يأخذ المعاق حمام الصباح؟ شيء لا يمكن أن يصدق، برؤية شاهد عيان ثقة عندي، تخلع ملابسه كما ولدته أمه وأمام المارة يغسل بالماء البارد، وهو ممدد على لوح حديدي مفرغ حتى في الأيام الباردة. والدولة لا تقبل بهذا أبدا، ولكن هذا للأسف الشديد يصدر عن موظفين «مجرد موظفين» لا حسيب خلفهم ولا رقيب، فحسبنا الله ونعم الوكيل. ومن هنا أرفع صوتي مطالبة بإعادة النظر وتأهيل جمعيات المعاقين العامة ودور رعايتهم التي تتولى مسؤوليتها الدولة، ولا بد أن يعي كل مسؤول عنهم، أنه راع وكلكم مسؤول عن رعيته.