عبر «الواتس أب» تلقيت في أكثر من مجموعة الصور المنشورة في الصحف للفرضية التدريبية لشغب أحد السجون في صيغة خبرية على أنها صور فعلية لحالات وفاة وإصابات دموية في شغب حقيقي وقع في أحد السجون بسبب صدامات بين بعض السجناء! الصيغة الخبرية المحترفة للخبر المفبرك الذي تداوله بعض مستخدمي الـ«واتس أب» تدل على أن مروجها ليس هاويا يبحث عن الإثارة، بل شخص محترف في خلق الإشاعة وتسويقها! ولأن الخبر بصوره التمثيلية مر علي في الصحف فإن الفبركة لم تمر، لكن كثيرين ممن لا يتابعون ما ينشر في الصحف مرت عليهم الإشاعة على أنها خبر قابل للتصديق وصوره حقيقية لضحايا تغطي أجسادهم الجراح والدماء! ولكم أن تتصوروا كم من الأخبار المفبركة التي تمرر من خلال وسائل التقنية عبر إلصاقها بخدمات رسائل جوال أخبار المناطق والوسائل الإخبارية والإعلامية، وتصبح على محك وعي المتلقي، فمنهم من يسعى للتثبت منها ومنهم من يتقبلها على أنها حقيقة مسلمة ويساهم في زيادة رقعة انتشارها حتى وإن كانت غير منطقية! سلاح الإشاعات والأخبار المزيفة ليس جديدا وهو من أقدم الأسلحة في وسائل التأثير بالمجتمع وخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار، ومع تطور تقنية وسائل التواصل الاجتماعي بات من الأسلحة الفتاكة التي لا يمكن مواجهتها إلا بالشفافية والحقيقة لبناء وعي اجتماعي أساسه الثقة! طبعا سينكشف زيف خبر وصور شغب السجن داخليا عاجلا أو آجلا، لكن خارجيا انتظروا توظيف هذه الصور في مشروع التشويه والإساءة.. فالهدف الذي يفشلون في تسجيله داخليا يسعون لتسجيله خارجيا!.