×
محافظة المنطقة الشرقية

روزاريو داوسون: أنا ساذجة ومخلصة في الحب... أتعذب وأبكي

صورة الخبر

يظن بعض الذين يقرؤون هذه السنوات في الصحف عن مآسي العنف الموجه ضد أطفال من قبل أقارب لهم من الدرجة الأولى بأن ما يحصل أمر طارئ على المجتمـع ممجدين الماضي القريب الذي كان أهله أصحاب قلوب رحيمة حيث لا عنف ولا كراهية ولا قسوة.. هكذا على وجه التعميم مقابل ما أصبح عليه المجتمـع وأهله من قسوة وعنف وكراهية وظلم على وجه التعميم أيضا، ولكن واقـع الأمر يخالف هذا الظن لأن العنف ضد الأطفال موجود.. موجود منذ عشرات السنين في البيوت والمدارس والشوارع لوجود قلوب قاسية، ولعل قساة اليوم هم نتاج قسوة طبقت عليهم في طفولتهم البريئة فراحوا يمارسونه ضد من تحت أيديهم من أبناء أو مرؤوسين أو مساجين أو مطلوبين، والفارق بين الماضي والحاضر هو أن وسائل الاتصالات والوعي العام أسهم في الإشارة إلى الحالات والحوادث التي تقـع ضد الأطفال، وإن المحاكم وحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمـع أصبحت تهتم بمثل هذه الأمور، هذا هو الفرق ولا شيء غير ذلك !؟. وعندما كنت أعمل صحافيا متعاونا مـع جريدة الندوة اتصل بي قبل نحو ثلاثين عاما شيخ مسن وهو يبكي بحرقة لأن سبطه «أي ابن ابنته» البالغ من العمر ثلاث سنوات يتلقى تعذيبا من والده طليق والدته لأن الطفل يعاني من التبول اللا إرادي ويطلب مني طرح المسألة صحافيا فطلبت منه المسارعة لإبلاغ الشرطة أو الإمارة وتركته يبكي بحرقة لأنني في ذلك الزمن لا أستطيـع أن أفعل له شيئا فلا جمعية لحقوق الإنسان ولا يحزنون !؟. وحدثني في تلك الأيام من أثق به أن جارة لهم كانت تقوم بتغطيس أطفالها الصغار في الماء البارد في ليالي الشتاء ثم تجلدهم بعصي الخيزران حتى تسيل الدماء من أجسادهم الغضة، وكانت تفعل ذلك وبعلها عاجز عن ردعها والجيران يكتفون بالحوقلة، وكان من وسائل الوالدات الرحيمات في ذلك العهد وضـع «الشطة» في الثدي حتى يفطم الصبي أو الصبية وكي الأيدي الصغيرة بعود الثقاب حتى يقول الرضيع «أحـة» ورأيت معلمين يضعون قلما مضلعا بين أصابـع تلاميذ صغار ويضغطون بقوة حتى يتلوى التلميذ من الالم لأنه لم يحفظ النشيد وكان الطلاب في زمننا يضربون في المدارس ضرب الحمير أعزكم الله على قاعدة «اللحم لكم والعظم لنا»، ومن نشأ على تلك القاعدة فقد يمارسها بنشوة ضد طلابه ويقاوم الجهات التعليمية التي تمنـع الضرب والعنف في المدارس لأنهم يريدون بالدلال إفساد الأمة .. على حد زعمـه !!. m_h_almadani@hotmail.com \للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة