وافق البرلمان العراقي مساء أمس الاثنين على تشكيلة الحكومة التي عرضها رئيس الوزراء حيدر العبادي، الا ان الحقائب الامنية المهمة ظلت شاغرة رغم ان البلاد تخوض معارك ضارية لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم «الدولة الاسلامية» أو ما يسمى «داعش» الإرهابية». وطلب العبادي الذي تولى في 11 اغسطس رئاسة الوزراء خلفا لنوري المالكي، امهاله اسبوعا لملء الوزارات الشاغرة ومن بينها وزارتا الداخلية والدفاع، مشيرًا الى انه سيتولى بنفسه الحقائب الشاغرة في تلك الاثناء. ويواجه العراق ضغوطا دوليا كبيرة للاتفاق على حكومة جامعة لتوحيد مختلف مكونات المجتمع العراقي في وجه الهجمات الشرسة التي يشنها تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق منذ يونيو. وخلال عرضه تشكيلة حكومته، تعهد العبادي حل الخلافات مع اقليم كردستان العراق. وقال في كلمته امام البرلمان إن حكومته ملتزمة بحل جميع الخلافات العالقة مع حكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.وفي موعد افتتاح جلسة البرلمان لم يكن النواب الاكراد قد تلقوا قرارا نهائيا على ما يبدو بشأن مشاركتهم وكانوا ينتظرون في مقهى البرلمان، الا انهم حضروا الجلسة لاحقا. ويدور خلاف بين اقليم كردستان وبغداد حول عدد من المسائل الشائكة من بينها الخلاف على الاراضي والثروة الهائلة من النفط والغاز. وامام العبادي مبدئيا مهلة تنتهي في العاشر من سبتمبر لانجاز تشكيل حكومته التي يفترض ان تضم كل القوى السياسية في البلد الذي تمزقه توترات طائفية حادة. وكشف الرئيس الاميركي باراك اوباما عن استراتيجية ستقدم غدا الاربعاء، تتمثل في «خطته للتحرك» ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. فيما أكد السفير نزار الخيرالله وكيل وزارة الخارجية العراقية، أن العراق لا يحتاج مقاتلين من أوروبا وأمريكا لمواجهة داعش، وإنما إلى التدريب والدعم اللوجستي. وأشار إلى استشعار الدول العربية الخطر الذي يمثله «داعش» على المنطقة لذلك تم الاتفاق بين وزراء الخارجية خلال اجتماعهم أمس الأول على مجموعة من الآليات للتعامل مع هذا الخطر. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة «ان بي سي نيوز» اجريت السبت في البيت الابيض بعيد عودته من قمة الحلف الاطلسي في ويلز، وبثت الاحد، «ان المرحلة المقبلة الان هي الانتقال الى نوع من الهجوم سالتقي زعماء الكونغرس اليوم الثلاثاء. وسالقي الاربعاء خطابا اشرح فيه ما ستكون عليه خطة تحركنا». ويتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الثلاثاء الى الشرق الاوسط في جولة بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» كما اعلنت وزارة الخارجية الاثنين. واوضحت الناطقة باسم الخارجية ان اكثر من 40 دولة ستشارك بشكل او بآخر في هذا التحالف ضد متطرفي «الدولة الاسلامية» الذين سيطروا على مناطق في العراق وسوريا. في غضون ذلك، وسعت القوات الاميركية نطاق ضرباتها الجوية لتشمل مناطق في محافظة الانبار من أجل استهداف معاقل تنظيم الدولة الاسلامية ودعم العشائر السنية هناك. واكد مراسل فرانس برس في الانبار، ان القوات العراقية والعشائر تمكنوا بمساندة الدعم الجوي الاميركي من استعادة السيطرة بشكل كامل على بلدة بروانة، التي كانت تحت سيطرة المطرفين. وتواصل قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية في مناطق متفرقة في شمال البلاد مقاتلة الاسلاميين المتطرفين من اجل استعادة السيطرة على المناطق التي يسيطرون عليها منذ بداية هجماتهم في يونيو الماضي.