حسناً فعلت وزارة الإسكان بإعلانها عن أعداد المتقدمين وأعداد المستحقين للدعم السكني. هي أولاً استبعدت أكثر من الثلث بافتراض عدم استيفائهم الشروط المطلوبة. الممتع أن في هذه الإحصائيات قراءات جيدة يمكن لصاحب القرار الاستعانة بها لرسم خارطة ديمغرافية وإدارية جديدة للمملكة. ولنبدأ بأعداد المتقدمين الذين زادوا قليلاً عن 960 ألفاً، وبمعدل 73 ألفاً إذا قسمنا المجموع على 13 وهو عدد المناطق الإدارية الحالية. من منطقة مكة المكرمة تقدم أكثر من الربع أي أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل (73 ألفاً) تليها منطقة الرياض التي تقدم منها خمس عدد المتقدمين تليها المنطقة الشرقية التي تقدم منها أكثر من السدس قليلاً. من هذه المناطق الثلاث تقدم قرابة ثلثي العدد. وبالنسبة للمستحقين تتقارب النسب كذلك إذ بلغ عدد المستحقين من منطقة مكة المكرمة قرابة 27% تليها منطقة الرياض بأكثر من 20%، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 20% تقريباً. وعليه فإن نسبة المستحقين من هذه المناطق الثلاث تزيد على ثلثي مجموع المستحقين. وكل ذلك متوقع لأن الكثافة السكانية في هذه المناطق الثلاث هي الأكبر بالتأكيد. لكن الملاحظ كذلك تضاعف هذه النسب بصورة كبيرة جداً، فعدد المتقدمين من منطقة مكة المكرمة يزيد على 25 ضعفاً من عدد المتقدمين من منطقة الجوف، ويزيد على 34 ضعفاً من عدد المتقدمين من منطقة الحدود الشمالية. الشاهد من سوق هذه الأرقام هو التأكيد على أن المناطق الكبرى الثلاثة جديرة بإعادة النظر من حيث هيكلتها الإدارية خاصة منطقة مكة المكرمة، إذ هي إضافة إلى ثقلها السكاني. فإن امتدادها الجغرافي الذي يتمتع بكثافة سكانية يؤهلها لميلاد منطقة إدارية جديدة من رحمها أو ربما اثنتين. وكثيرة هي الدراسات التي تؤهل الطائف مثلا لتكون منطقة إدارية ترتبط بها ضواحيها الممتدة جنوباً بما تضمه من قبائل ومحافظات ومراكز وهجر. إعادة الهيكلة لا تعني قصوراً في الأداء الحالي، وإنما تعني مزيداً من تركيز الخدمات وتحسين الأداء خاصة إذا ما صحب إعادة الهيكلة تنظيمات مالية وإدارية تسمح للمناطق بالتنافس في الأداء والتجديد والإبداع. هل يتمخض المستقبل عن عشرين منطقة إدارية مثلاً!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain