×
محافظة مكة المكرمة

اللواء العدواني يفتتح برنامج تطوير أداء شرطة مطارجدة

صورة الخبر

تابعنا على مدى يومي الجمعة الماضي والذي قبله الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحماية المساجد تحسباً لأي طارئ، في ظل ما يشهده محيطنا الخليجي من أحداث ترتبط بمجريات المنطقة، فقد انتشرت دوريات الأمن في محيط بعض دور العبادة واتخذت إجراءات احترازية لحماية المصلين من أي خطر يتهدد حياتهم، ثم اختتمت بتركيب كاميرات مراقبة على المساجد لمراقبة محيطها. ولا شك أن هذا الإجراء يعكس حرص الحكومة بشكل عام، ووزارة الداخلية خاصة، على توفير الأمن والاستقرار، والحؤول دون وقوع أي حادث أمني. وقد قوبلت تلك الإجراءات بترحاب شعبي وبرلماني واسع، على مبدأ «الوقاية خير من العلاج»، ولكنني أرى في الأمر مبالغة وتهويلاً نحن أبعد ما يكون عنه، ولي في ما أقول برهان ودليل. فمسيرة الحياة في الكويت منذ الاستقلال لم تشهد أحداثا أمنية، إلا في حالات لم تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، وهي بالتحديد، حالتان قبل الغزو الأولى حادثة تفجير المقاهي الشعبية، والثانية محاولة الاعتداء على موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، والثالثة بعد الاحتلال الأميركي للعراق في منتصف العقد الماضي، وتعلقت بخلية كانت تستهدف أرتال القوات الأميركية المتوجهة للعراق، وليس لها أي هدف داخلي. وبالتحليل لتلك الأحداث الثلاثة نرى أن ما كانت تخشى منه وزارة الداخلية هو أبعد ما يكون عن الحصول في الكويت، ونقصد به التهديد الداعشي لاستهداف دور العبادة كما حدث في الدمام والقطيف، فليس في الكويت خلايا داعشية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ونقصد به خلايا مسلحة ولديها الإمكانيات لتنفيذ أي عمل إرهابي، وكل ما توصلت إليه تحقيقات وزارة الداخلية في هذا الملف، هو وجود نوع من التعاطف مع التنظيم من أفراد قليلين، وهذا التعاطف لم يتطور إلى أكثر من حالات الإعجاب، وحتى لو تطور إلى أكثر من ذلك فليس أكثر من مغادرة البلاد للانضمام إلى ذلك التنظيم حيث هو في سورية أو العراق، وهذا لم يحدث، بل إن واقع الحال يقول إن الفكر الداعشي منبوذ دينياً وعقلياً، وقد صرح بذلك كبار علماء الدين في الكويت والناشطون في مجال التيارات الإسلامية، فهل يعقل أن يصل التفكير إلى أن متعاطفاً أو اثنين يمكن أن يقوما بعمل متهور مثل هذا؟! اللهم إلا إذا كان في الأمر ريبة، كما ذكر النائب السابق الدكتور وليد الطبطبائي، في تغريدة منذ أسبوعين عن وجود جهات قد تقوم بتنفيذ عمل إرهابي ضد أماكن محددة لإلصاق التهمة بـ «داعش» وإحداث فتنة داخلية. وحتى هذا لم يثبت منه شيء. وبمقارنة الأحداث الحالية مع حادثتي ما قبل الغزو والجهات التي وقفت وراءهما يمكن أن نوجه بوصلة الاهتمام باتجاه من يجب أن يرصد ويُخاف منه. أما حادثة خلية «أم الهيمان» عام 2005 فقد كانت تعمل بسرية لتنفيذ عمليات تجاه القوات الأميركية، سواء على طريق الأرتال وهي متجهة إلى العراق أو الالتحاق بخلايا المقاومة داخل العراق، وما حدث من مواجهات أمنية وقتها، يعود لاكتشاف أمرهم ومحاولتهم التفلت من الضبط. خلاصة القول إن الكويت بلد الأمن والأمان، ولم يشهد تاريخها أي حادثة أمنية بين أبنائها، وستظل كذلك فلا نبالغ في ما نقوم به من إجراءات، ولنركز على الحدود، فالبلاء يأتي من خلف الحدود برها وبحرها، وليس من الداخل، فلنهدئ من روعنا ولا نجعل الخوف يسري إلى نفوس الناس، لأننا في ذلك نكون قد زرعنا بذرة التوجس من بعضنا وهذا ما لا نرجوه. h.alasidan@hotmail.com @Dr_alasidan