في كل موسم تطل علينا قضايا عدة، وتصبح مثار جدل في الشارع الرياضي، والمتابع للمواسم الثلاثة الأخيرة على الأقل ويكلف نفسه بعمل رصد لأهم وأكثر تلك القضايا جدلية سيجد أنها مرتبطة بشكل مباشر باتحاد كرة القدم ولوائحه، وقراراته، وبياناته، وتصريحات مسؤولية، حتى وصل كثيرون لقناعة مفادها أن اتحاد الكرة أحد أهم أسباب التراجع الكبير للكرة السعودية، فضلاً عن التوتر والشحن الذي تعيشه كرتنا لأسباب عدة، أحد أبرزها اتحاد كرة القدم. الشواهد عديدة، آخرها قضية نقل مباراة نجران والهلال من أرض الأول وتغيير موعد مواجهة الهلال والفتح، وتفريغ لاعبي الهلالي وإعفاؤهم من الذهاب مع المنتخب إلى لندن لخوض مواجهة تجريبية، بسبب مشاركة الهلال وحمله راية الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا، رفض اتحاد الكرة التجاوب مع المطالبات الهلالية، وتحدى المتحدث باسمه عدنان المعيبد أن يكون لدى الاتحاد أي نية لاستثناء الهلال، مشيراً في أحاديث صحافية إلى أن "زمن الاستثناءات ولى". جميل جداً أن يؤكد المتحدث باسم الاتحاد مايمكن تسميته ب"نهاية حقبة الاستثناءات"، لكن المتحدث الرسمي نسي أن وجود الاستثناءات يعني وجود أنظمة وقوانين، وبالتالي يتم الاستثناء من خلال تجاوزها وفق ماتقتضيه المصلحة، فالمتحدث الرسمي لم يخبرنا عن الأنظمة التي يصعب استثناء الهلال منها فيما يتعلق بنقل وتأجيل المباريات وتقديمها، في حين أن الهلال لم يتقدم بطلب يختلف عن ذلك الذي قدمه الأهلي إبان وجود أحمد عيد على رأس إدارة اتحاد كرة القدم المؤقتة والذي تبعه بيان، هذا أحد الشواهد، فضلاً عن قضية نقل المواجهة الشهيرة في الجولة الأخيرة من الدوري في العام الماضي والتي جمعت التعاون بالنصر، وهو مايفرض سؤالاً يبدو منطقياً عن النظام الذي استثنى منه اتحاد القدم مايتعلق بتلك المواجهة. تصريحات المتحدث الرسمي زادت من الاحتقان.. وطريقة العمل تثير التساؤلات اللافت أن رضوخ اتحاد الكرة لمطالب الهلاليين ولكل عقلاء الوسط الرياضي، جاء بعد سلسلة من تصريحات الرفض، وهو مايوجب التساؤل عن الغرض من رفض اتحاد الكرة ومن ثم الموافقة على مطالب الهلاليين، إذ تسببت هذه التصرفات في زيادة حدة الاحتقان في الوسط الرياضي وشحن الجماهير والإعلام من دون أسباب واضحة، فالموافقة تمت، ولكن بعد أيام من الصخب على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. حري باتحاد الكرة مراجعة الكثير من سياساته، وإيقاف هذا النوع من الازدواجية في التعامل مع القضايا المختلفة، وسن العديد من الأنظمة، فالعمل بهذه الطريقة يثير التساؤلات حول الطريقة التي يدير بها أحمد عيد وطاقمه اتحاد اللعبة الأهم في المملكة، وكأن اتحاد الكرة يصر على زيادة الاحتقان وحدة الاختلاف بين المنتمين والمتابعين للعبة دون أن يعلم، في وقت تبدو الأمور بسيطة وواضحة ولاتحتاج كل هذه التعقيدات، إذ إما أن يكون اتحاد الكرة حازماً وواضحاً منذ البداية ويرفض الاستثناءات أو يفتح المجال ويسهل الطريق أمام ممثلي الوطن كافة حينما يلعبون خارجياً، من دون التردد والتلكؤ في مساعدة طرف من دون الآخر، وهو ماينذر بزيادة الاحتقان والشحن في الوسط الرياضي، في حين أن من أهم مسؤوليات الاتحاد إياه كبح جماح التعصب والاحتقان.