انخفضت أسعار الخضراوات في سوق الجملة بالمنامة صباح أمس الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2017) بنسبة تصل إلى 30 في المئة، مع دخول شاحنات محملة بكميات من السعودية إلى البحرين منتصف الليل. ورغم الانخفاض لكنها لم تعد إلى حالتها الطبيعية، فيما توقع تجار خضار أن يستمر الانخفاض اليوم (الأربعاء) حتى تستقر عند حالتها الطبيعية مع خروج الشاحنات الخالية من البحرين، وتحميلها كميات من السعودية وعودتها من جديد. وفي جولة ميدانية لـ «الوسط» الساعة الثانية عشر ليلاً، لوحظ وجود شاحنات ضخمة تزود سوق المنامة بكميات كبيرة من مختلف الخضراوات. وعند الساعة الثالثة صباحاً، بدأت ملامح الأسعار تتضح، وهبط سعر فلينة الطماطم نوع (المحمي) من دينار ونصف إلى دينار، وبنسبة 33 في المئة. وكارتون الكوسة الذي بيع يوم الاثنين بسعر 5 دنانير، بيع صباح اليوم بسعر أربعة دنانير، بنسبة انخفاض تبلغ 20 في المئة. وفلينة الفلفل الأحمر نوع (المحمي) من 3 دنانير إلى دينارين ونصف، وبنسبة تراجع تبلغ 20 في المئة. وفلينة الباذنجان الذي بيع يوم الاثنين بسعر دينارين و800 فلس، بيع صباح اليوم بسعر دينار و800 فلس، وبنسبة انخفاض تبلغ 35 في المئة. ولاحظت «الوسط» أن المتواجدين في سوق الجملة من الساعة 12 ليلاً حتى الرابعة صباحاً، كلهم غير بحرينيين، باستثناء تاجرين ولكن أحدهم تارك الأمر لعماله غير البحرينيين، وهو ما يدعم قول أحد التجار بأن «غير البحرينيين هم الذين يحددون أسعار سوق الجملة، بينما التاجر البحريني نائم وتارك الأمور لعماله». وأثناء إنزال الخضار من الشاحنة إلى داخل السوق، وتهيأتها للبيع منتصف الليل، يرفض بائعو الجملة بيعنا أو إعطاءنا سعراً، ويكتفون بالقول: «بعدين السعر، الساعة ثلاث». بينما غير البحرينيين يحملون ما يحتاجون ويسجل البائع ما أخذوا. وبين كل زاوية تجد مسئول مبيعات يقوم بتسجيل بيانات عن ما يتم أنزاله من الشاحنات، وبعد الساعة الثالثة صباحاً تتضح ملامح الأسعار. ورغم انخفاض الأسعار بدخول شاحنات إلى سوق البحرين، مازال هناك فرق بين السعر في البحرين والسعودية. ووفق مقارنة أسعار سوق الجملة في البحرين، وسوق الجملة في الدمام تحديداً في حراج أبوصالح يوم أمس (28 فبراير 2017)، فإن سعر الطماطم في البحرين تراوح بين دينار ودينار ونصف، حسب النوع، بينما في السعودية تراوح بين 5 إلى 8 ريالات. (الريال يعادل 100 فلس بحريني). والفلفل الأحمر في البحرين تراوح بين دينارين ودينارين ونصف، بينما في السعودية يتراوح بين 5 إلى 20 ريال حسب النوعية. والفلفل الأخضر في سوق البحرين بلغ دينار و200 فلس للفلينة، بينما في السعودية يتراوح بين 3 و10 ريالات. والقرنابيط في البحرين بسعر دينارين و800 فلس، بينما في السعودية تتراوح بين 5 إلى 20 ريال. والكوسة في البحرين تباع بسعر 4 دنانير، بينما في السعودية تتراوح بين 15 إلى 20 ريال. وأكد مسئول التحريج في حراج أبوصالح بالدمام، في اتصال هاتفي أن أسعار الطماطم (المحمي النظيف) قبل أسبوع كانت بريال واحد للفلينية، وهو نفس الأسبوع الذي بيعت فيه نفس الفلينة بسعر دينار في البحرين. إلى ذلك، قال تاجر الخضار محمد إبراهيم: «إن سبب انخفاض الأسعار هو دخول شاحنات محملة إلى سوق البحرين». وأضاف «إذا تمكنت الشاحنات من الخروج من البحرين إلى السعودية وحملت الخضراوات، فأن الأسعار ستنخفض أكثر... فإذ كان سعر فلينة الطماط هبط من دينار ونصف إلى دينار، وربما غداً تهبط إلى 700 فلس». وأكد أن الحركة في الجمارك وجسر الملك فهد تسير على أفضل ما يكون، وإجراءاتهم سريعة، تمر الشاحنة بسرعة، ولكن المشكلة في الاصطفاف في ميناء خليفة للحصول على تذكرة العبور، وعدم إعطاء أولوية لشاحنات الخضار من الحصور على تذكرة العبور في ميناء خليفة». وقال: «الخضراوات متوفرة بكميات ضخمة في السعودية وبأسعار منخفضة، ولكن الإشكالية في تأخر الشاحنات الفارغة في ميناء خليفة وانتظارها الطويل لتذكرة العبور». وأضاف «لو تحل مسالة تذكرة العبور في ميناء خليفة، سيتمكن التجار عبر أساطيلهم من الشاحنات توفير كميات كبيرة في البحرين، تساهم في انخفاض الأسعار إلى مستويات قياسية». وأوضح «أن سبب السعر المرتفع في سوق البحرين، هو قلة المعروض والناتج عن تأخر خروج الشاحنات من البحرين إلى السعودية». وناشد سمو رئيس الوزراء توجيه الجهات المعنية لما فيه مصلحة للجميع، وقال: «نحن نثق بحكمة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة». وقال: «وفق كل المعطيات يفترض أن تنخفض الأسعار أكثر في البحرين، فالخضراوات متوفرة بمكيات ضخمة في السعودية، وتجار البحرين لديهم شاحنات وأموال وإمكانيات كبيرة لتوفير الخضراوات، وكذلك إدارة الجمارك على كفاءة عالية في إنجاز المعاملات وسرعة عبور الشاحنات الجسر، ولكن المشكلة الوحيدة هي تذكرة الخروج في ميناء خليفة».