أكثر ما لفتني في بيان وزارة الداخلية بخصوص خلايا «داعش» النائمة أن مواطنين لعبوا دورا أساسيا في كشف هذه الخلايا، هذا يشير إلى حقيقة أن معركة التطرف والإرهاب ليست أمنية بل مجتمعية، فالمتطرفون والإرهابيون لا يواجهون وزارة الداخلية بل المجتمع السعودي! مما لفتني أيضا لجوء التنظيم الإرهابي للأرياف لبناء الأعشاش وتشكيل الخلايا، وهو ما لجأ له تنظيم القاعدة السعودي في بدايات تكوينه قبل انطلاق أعماله الدموية في المدن الكبرى! اليقظة الأمنية والمجتمعية الآن ضرورة ملحة للقضاء على التنظيم في مهده، صحيح أن التنظيم لا يملك أي فرصة لكسب تعاطف شعبي واسع لكن قدرته على الإيذاء يجب أن تبقى مشلولة حتى نحمي أرواح الأبرياء! وكما أن على عاتق رجال الأمن مهمة حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية فإن على عاتق العلماء والمثقفين والمعلمين مهمة توعية المجتمع بحقيقة الفكر التكفيري وتعريته حتى لا ينجح في تجنيد السذج ممن يستدرجون لحق يراد به باطل كإعلاء كلمة الله بينما كل ما يقوم به هذا التنظيم من إراقة دماء الأبرياء بكل وحشية من عمل الشيطان! إن هذا الوطن بكل مقومات أمنه واستقراره أمانة في أعناقنا، حماه الأجداد والأباء لنا وسنحميه نحن للأبناء والأحفاد، هو الوطن والموطن، هو المأوى والمثوى!