كل عام والأسرة التعليمية والتربوية في بلادنا بألف خير بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد.. - ربما يكون يوم بداية العام الدراسي هو أهم يوم لدى العائلة، في العالم أجمع.. تنتظم الحياة مجدداً.. وتنسج الأحلام وترسم الطموحات وينطلق ملايين الطلبة والطالبات نحو مدارسهم.. مؤكد لا شأن لنا بغيرنا في مسألة النظام والانتظام ومشتقاتها، فقط لأن العام الدراسي الفعلي في هذه البقعة الجغرافية يبدأ متأخراً أسبوعاً كاملاً! تحولت المعضلة إلى ثقافة عامة منتشرة بين طلاب المدارس، تحديداً المتوسطة والثانوية.. هذه الثقافة السيئة انتشرت على مدى سنوات.. في قسم البنين على وجه الخصوص.. لا تستغرب اليوم إن وجدت نسبة الانتظام في مدارس البنات 98%، بينما هناك مدارس للبنين لا يوجد فيها سوى المعلمين وحارس المدرسة! - هذه أول بداية لعام دراسي جديد في عهد وزير التربية الأمير خالد الفيصل، ولذا فالتقارير التي ستوضع على مكتبه اليوم ستكشف له نسبة الغياب المرتفعة.. شريطة أن تكون هذه التقارير دقيقة حتى نستطيع مواجهة الظاهرة.. لا بد من الاعتراف أن كثيرا من الطلبة في بلادنا يفتقدون لروح الانضباطية والمسؤولية.. يتعلمون أشياء كثيرة بعضها محدود الفائدة، وتتم مكافأتهم ومحاسبتهم عليها؛ عدا النظام والانضباط واحترام الوقت! نحن أمام ظاهرة فعلية، نمت على مدى سنوات، وهي الأولى والأجدر بالعلاج، والوزارة في عهدها الجديد قادرة بحول الله، على إيجاد حل عملي منهجي لها.. لا يمكن مطلقاً للوزارة ولا لوزيرها أن يحققوا أهدافهم وتطلعاتهم والعنصر الأساس في العملية التعليمية والتربوية -الطالب- يفتقد لروح الانضباط.. لا يمكن أن نحقق طموحاتنا والطالب ما يزال يفكر هل يعود للمدرسة الأسبوع القادم، أم يؤجلها أسبوعاً آخر!