سجلت الاحتياطيات الأجنبية للصين أكبر تراجع فصلي لها على الإطلاق في تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) مع زيادة البنك المركزي تدخله لجلب الاستقرار إلى اليوان وتهدئة المخاوف إثر خفض غير متوقع لقيمة العملة أحدث صدمة في الأسواق العالمية. وبحسب "رويترز"، فقد تراجعت الاحتياطيات الصينية التي تعد الأضخم في العالم 43.3 مليار دولار إلى 3.514 تريليون دولار الشهر الماضي وفقاً لبيانات البنك المركزي. وانخفضت نحو 180 مليار دولار في الربع الثالث من السنة في أكبر تراجع فصلي لها على الإطلاق بحسب بيانات ترجع إلى عام 1980. وأثار خفض قيمة اليوان في 11 آب (أغسطس) والتراجع الذي تلاه في الاحتياطيات تساؤلات عن مدى استدامة جهود الصين لدعم العملة في ظل تسرب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد بسبب بواعث القلق من تباطؤ اقتصادي متفاقم واحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية. ويتوقع المحللون مزيدا من التراجع في الاحتياطيات، وقال تشو هاو كبير اقتصاديي آسيا لدى كومرتس بنك في سنغافورة إن تراجع الاحتياطيات الأجنبية للصين أقل مما توقعته السوق لكنه يظهر أن البنك المركزي واصل تدخله في السوق في الشهر المنصرم. وقال البنك المركزي الصيني إنه سيراقب التدفقات الرأسمالية عن كثب وسيستخدم شتى الأدوات النقدية بما يكفل كفاية السيولة وتحقيق نمو معقول في الائتمان والتمويل الاجتماعي. وجدد بنك الشعب الصيني التزامه بالمضي قدما في إصلاح أسعار الفائدة وسعر الصرف، وأشار إلى أن الصين ستبقي على اليوان مستقرا. وأضاف البنك المركزي أن الأسواق الناشئة تواجه مصاعب متزايدة في حين يبدي الاقتصاد الأمريكي مزيدا من المؤشرات الإيجابية.