أقر اجتماع يمني موسّع عقد أمس السبت بالعاصمة صنعاء، اتاحة فرصة اخيرة لجماعة الحوثي في رفع مخيمات اعتصام مسلحيها من داخل ومحيط العاصمة صنعاء والانسحاب من مدينة عمران التي استولت على مؤسسات الدولة فيها مطلع يوليو الماضي، وتأجيل اتخاذ القرار الى حين الانتهاء من مناقشة المبادرات المقدمة نهاية الاسبوع الجاري والتوصل الى اجماع حول القرار الممكن اتخاذه بحق تصعيد الحوثي. وكشفت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» عن وجود عدد من الأطفال والصوماليين ضمن جيش ميليشيات الحوثي المعتصم حول العاصمة صنعاء. وأكدت الصور تجنيد قيادات الحوثي لأطفال والزّج بهم في حروب مع الدولة والقبائل، فيما اظهرت الصور وجودا لصوماليين ضمن المجاميع المسلحة في مخيمات اعتصام الحوثيين في تخوم صنعاء، ما يؤكد هذا تلك التقارير التي تحدثت في وقت سابق عن قيام جماعة الحوثي بتجنيد المئات من الصوماليين القادمين من القرن الإفريقي عبر التهريب إلى السواحل اليمنية وضمهم ضمن مليشياته القتالية. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ»المدينة»: ان الاجتماع الذي عقده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، امس السبت بمقر نادي ضباط القوات المسلحة بالعاصمة صنعاء، وضم اعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية وقيادات الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني في اليمن، أقر مناقشة المبادرات المقدمة من قبل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية في مواجهة تصعيد جماعة الحوثي ومحاصرة العاصمة صنعاء.وأضاف المصدر- الذي فضل عدم ذكر اسمه: ان الاجتماع استعرض المبادرات المقدمة من كل من المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وشخصيات اجتماعية بشأن حل الازمة ومواجهة تصعيد جماعة الحوثي.وأشار المصدر الى ان الرئيس هادي أراد من ذلك استنفاد كافة الفرص والوسائل السلمية قبل اتخاذ أي اجراء عسكري ضد تصعيد جماعة الحوثي.. مؤكدا ان هادي ارجأ أي قرار الى حين استكمال مناقشة تلك المبادرات المقدمة. وكشف المصدر ان الرئيس هادي اراد اعطاء الحوثيين وقوى يمنية داعمة لهم المزيد من الوقت للوصول الى حلول جذرية لتصعيد الحوثي، وإلاّ سيتم فضح وإعلان ذلك للرأي العام المحلي والدولي وحقيقة تواطؤ هذه القوى والجهات الداعمة للحوثيين والتي تربطها بهم مصالح مشتركة.وقال المصدر»ان الرئاسة اليمنية تنتظر مدى استجابة جماعة الحوثي لبيان مجلس الامن الدولي الذي صدر مساء الجمعة وطالبها برفع اعتصاماتها ووقف الاستفزازات والانسحاب من عمران وتسليمها للدولة ووقف الحرب في محافظة الجوف».مؤكدا ان الرئاسة اليمنية تعول كثيرا على دعم ومساندة أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، لمواجهة التهديدات الامنية من قبل جماعة الحوثي. وأضاف» : إن مجلس الامن الدولي ينتظر مدى استجابة عبدالملك الحوثي وجماعته لمطالب المجلس واذا لم يتم ذلك فان هناك قرارات ستصدر عنه الاسبوع المقبل بحق الحوثيين».. وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية بمحافظة الجوف: إن مليشيات الحوثيين فشلت في إقامة نقطة على طريق مأرب ـ صنعاء عن مفرق الجوف عبر فرضة نهم بهدف العمل على قطع إمدادات النفط عن العاصمة بعد صدّ قبائل نهم لهم واجبارهم على العودة من حيث أتوا. ويحاول الحوثيون منذ اعلانهم التصعيد ضد السلطات الحكومية اليمنية الى تكثيف الخناق على العاصمة صنعاء من خلال المخيمات التي تقيمها على المداخل وكذلك في شارع المطار وبالقرب من مطار صنعاء الدولي.ويسعى الحوثيون الى فرض اهدافهم بالقوة عن طريق الإعتصامات التي تعمل على شلّ الحركة من العاصمة صنعاء وإلى عدد من المدن اليمنية وهو ما يعني قطع امدادات عدة عن العاصمة صنعاء وسكانها.و فشلت الجماعة امس السبت في اقامة نقطة تفتيش على خط صنعاء- مأرب بعد ان صدّتهم قبائل جهم وطردتهم من مفرق مأرب الجوب منطقة فرضة نهم، شمال العاصمة صنعاء.وكان مجلس الامن الدولي، اصدر امس الاول، بيانا يدين هذه الجماعة المسلحة والداعمين لها محليين وخارجيين. وحشدت جماعة الحوثي، مسلحين الى مشارف العاصمة اليمنية صنعاء في سبيل تضييق الخناق على سكانها وممارسة ضغوطات على الحكومة اليمنية لفرض اجندتها وسياستها المذهبية على اليمن.