يقول تشارلز داروين: «إن البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى.. بل لأكثرهم تأقلماً»؛ عند إبحارك في مياه التاريخ ستجد أن العديد من أحداثه وإعصاراته الحربيه سببها (غريزة البقاء وإقصاء الطرف الآخر) فالحرب إما من أجل مال، سلاح، طعام، فصيل عرقي أو ديني، حب النفوذ والسلطة، جل هذه الأمور قد تجعل الشخص أكثر تخشباً ليعلق على حائط الحياة نحن خلقنا ونحن مفطورين على حب الذات والخوف عليها، فالطفل تجدوه عنيداً لا يرضخ إلا بتنفيذ طلباته وإلا سيستمر بإطلاق صافرة الإنذار لهجوم مدوي من الدموع والأصوات ذات الأوكتيفات العالية، وقد ينهار عند ولادة أخ أصغر يشاطره في المخزون القومي من حنان الأم والأب. لا يبدأ هذا الإنسان الطفل بإعلان سلامه العالمي إلا مع تحالف قوات أعظم «التربية, البيئة, النمذجة الاجتماعية فبدونهم سيكون تهديد أمني على كل مادة فوق الأرض، لأن الإنسان ابن بيئته طالما أن منافذ عقله مسلمه لهم. إن الحروب المبرومه في القرون المبكرة والمتأخرة و»الحالية « على الرغم من اختلاف وتعدد أسبابها إلا أنك تجد (العنصرية وغريزة البقاء البدائية) هي القاسم المشترك, حيث إن أساليب التنشئة إما أن تكفها.. أو تغذيها إلى درجة التناسل والتكاثر فالعالم الأول قرر أن يصنع مضاداً حيوياً لفيروس (أنا وخلفي الطوفان) بقانون تجريم العنصرية فلا ينقي الدم عندهم سوى العلم والثقافة واحترام الحدود نعم حب الذات حاجة لصيقة بنا منذ أن خلقنا وهي فطرة! ولكن الإنسان كائن مرن.. فهو قادر على ترويض نفسه حسب الطبيعة منذ أن ضغط على زر الطاقة الذي برأسه (العقل) فبدلاً من القتال من أجل الطعام الذي قد ينحي ديدنه الغريزي (البقاء) قرر أن يكرر فعل الطبيعة بزرع الأرض، ثم قرر أن يحاكي نمط الكهوف بما يسمى (منزل) فأقيمت البيوت وفق تصريح المناخ الإقليمي، فهي قد تكون من ثلج أو خيزران أو حجارة» فلا يمكن توجيه الطقوس.. ولكن يمكن التعامل معها!. لا يمكن أن تردد على شخص {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}؛ وأنت تنعق على ما يخالفك بعبارات التجهيل والتكفير ومقدمة جاهلية جوفاء عن قبيلتك!.. لأنك تناقض حديث الرسول صلوات لله عليه (خيركم من سلم الناس من لسانه ويده) لذلك ليس علينا أن نلغي الآخر طالما أنه في مقدورنا إثبات أنفسنا. «التميز أفضل ما يمنع التمييز العنصري أو النوعي».. بينما نجد بعض التيارات الفكرية العربية هنا تستميت في إبراز ثقوب الآخر بدلاً من عمل شيء يفيد معتنقيها! فهم كمن يعتقد أن خلع الساعه عن اليد سيجمد الزمن.