- أمس الثالث والعشرين من سبتمبر، احتفلت المملكة بيومها الوطني السادس والثمانين. - ستة وثمانون عامًا مرت على تأسيس هذا الكيان العظيم، الذي شُغل بنشر الحب وإفشاء السلام، وخدمة قضايا المسلمين ورعاية الحجيج. - ستة وثمانون عامًا مرت على اتحاد مكونات بلادنا الغالية تحت راية التوحيد، وفي ظل حكومة أثبتت دومًا وأبدًا أنها لا تحيد عن مبادئها، ولا تتخلى عن قِيَمها، ومضت راشدة في إدارة البلاد، رغم ما يعصف في الجوار من فتنٍ، ورغم ما تُواجهه من استهداف على كافة الأصعدة حتى الداخلي منها. - نحتفل بالذكرى السادسة والثمانين وبلادنا تشارك في حرب دولية على الإرهاب، وتقاتل من أجل استقرار الأشقاء، وتصد بأبنائها البواسل وعتادها وأموالها العدوان الصفوي، وتردع البغي الشعوبي نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء. - وفي نفس الآن الذي نحتفل فيه بيوم وطننا السادس والثمانين، نحتفل بعدة مناسبات سعيدة، فموسم الحج الذي طالما نجحت مملكتنا في إدارته كان هذا العام استثنائيًا أيضًا، ولم يُسجِّل أي حادثة بفضل الله، وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي يُبشِّرون والتحالف العربي بقرب انتصار الشرعية في اليمن الشقيق، كما ونحتفل مع أبطال الأمن الداخلي بالقبض على عدد من عناصر التخريب والإرهاب، وإحباط عدة عمليات إجرامية كانوا يُخطِّطون لها. - يصادف يوم وطننا المجيد أول أيام برج الميزان، وكأن قدر مملكتنا العظيمة أن ترتبط برمز العدالة والقسط، لتكون أولى ممالك الأرض بإرساء العدل، لهذا حفظها الله من الفتن، ومتّع أهلها والمقيمين فيها بخيرها واستقرارها. ويُقال إنه من خصائص مواليد الميزان: إن من سماتهم، عشقهم للانسجام والوفاق مع الآخرين، وأنهم عاطفيون، لا يتعمّدون إيذاء الآخرين، ويفعلون ما في وسعهم لمساعدة الغير، ويُحقِّقون التوازن في كل الأمور، فشخصياتهم عمومًا معتدلة ودبلوماسية، وبإمكانهم تكوين صداقات جيّدة يغمرها الإخلاص والود، غير أنهم يبثون التفاؤل فيمن حولهم، ويكرهون القسوة والنزاعات، ويبذلون قصارى جهدهم للتعاون والتواصل والاتحاد مع الجميع في محيطهم، وأنهم معتدلون في آرائهم، منفتحون واسعو الأفق، يزنون الأمور جيّدًا، كما يُجيدون الترحيب بضيوفهم، ويستطيعون التوافق مع الجميع. - بلادنا كمواليد الميزان تتمتع بكل هذه الصفات. - كل عام ووطننا رمز للعدل والمحبة والسلام. @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com