سألني صديقي المشجع الهلالي قائلا : كيف تتوقع أن يكون سيناريو مشوار الهلال في البطولة الآسيوية ، أجبته دون تردد : في حال تخطي الهلال دور المجموعات سيصل إلى أبعد ما يتوقع الجمهور وربما يحصل على اللقب ، كانت قراءتي للمشهد معتمدة على مباريات الهلال في الدوري وفي أول مباراتين للهلال في مجموعته الآسيوية ، فالهلال الذي ظهر مفككا مع مدربه سامي الجابر دون هوية حينها، كنت متيقنا بأنه يحتاج لصدمة وبعدها سيعود ، وكنت على يقين بأن الصدمة كانت قريبة ، ولأنني أدرك بأن الأدوار المتقدمة ستأتي بعد نهاية المسابقات المحلية والتي خرج منها الهلال خالي الوفاض ، فكانت بمثابة الصدمة للهلاليين ، فجعلت التغيير مطلبا كما توقعته ، فحضر المدرب (ريجيكامب) الذي غير من هوية الفريق وفي تكتيكه داخل الملعب بل أن المدرب في إحدى المباريات غير من تكتيكه ثلاث مرات ونجح في المهمة . خطف الهلال بطاقة التأهل على حساب السد وسيواجه العين الذي ظهر قويا ، والذي كسب بدوره بطاقة التأهل بعد تغلبه على الاتحاد ذهابا وإيابا ، وستكون المباراة القادمة ليست بالمهمة الصعبة على الهلاليين إلا إذا أرادوا ذلك وتدخل جهازه الإداري والإعلامي في أخذ أدوار غير أداورهم واعتقدوا بأنهم الجزء الأساسي في معركة خطف بطاقة التأهل القادمة ، لذلك عليهم أن يتركوا إعداد اللاعبين والفريق للمدرب دون الدخول في أي معارك خارجية مع الآخرين . أما الاتحاد الذي خرج أمام العين فقد فشل على المستوى الإداري والإعلامي والفني ، فالاتحاد لم يتغير عن الموسم السابق، ولم تحدث إدارته التغيير ، فالاتحاد خرج من العين بسيناريو يشبه كثيرا خروجه من أمام الأهلي في كأس الملك نهاية الموسم الماضي ، ولكن إعلامه الذي وقف واقعا وورقيا إلى جانب إدارته ضد الواقع الذي يقول بأن الاتحاد يحتاج إلى عمل كبير ليعود بعد أن خرج منذ 2009 ولم يعد . الإدارة الاتحادية والإعلام كذلك شتت اللاعبين وزرع فيهم الخسارة قبل اللقاءات ، فخرج إعلامه يلطم ويتظلم من اللعب دون الجمهور ، فانشغلوا حتى جاء القرار برفض الاستئناف قبل المباراة بوقت قصير ، وبعد ذلك دخلوا في نفق آخر وهو استضافة الأهلاويين للعين فغاب النقد الذي هو أحد أهم متطلبات النجاح ، فظهر الفريق نسخة مكررة غير صالحة لاستخدام من يبحث عن التأهل . على الاتحاديين أن يعوا بأن ما حدث لابد أن يكون بمثابة الصدمة التي تهب بعدها عاصفة التغيير إداريا في حال عجزهم عن دفع مهر البطولات عن طريق الكاش لا الجدولة والتقسيط ، وعلى الجانب الفني الذي لم يتعلم من أخطائه والذي ظهر في مباراة العين مهزوزا وضعيفا ، وقد لخص ذلك اعتراض محمد نور على تغيير مختار . الإعلام الاتحادي الذي يخرج في كل مرة مبررا ومصطحبا للجمهور بعيدا عن مكامن الخلل ، وفي صراعات لا يحتاجها الاتحاد في هذا الوقت بقدر حاجته لمشرط ناقد يشرح ويطبب الجروح . الإعلام الذي أغرق الجمهور في دوامة المطانيخ والميزانية المفتوحة لا يتجاوز أن يكون سوى إعلام ( قهوجية ) يكتب حسب الطلب ، ويرتدي القميص الذي يظهره في صورة التابع لا السلطة ، وللحق فإن في الاتحاد إعلام يكتب بصدق لكن انقسم إلى قسمين ، فمنهم من اتخذ الصمت طريقا ، وآخر يحارب على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يصل صوته لجمهور الاتحاد كله . تأهل الهلال وهو يملك الأمل الكبير في الاستمرار، بينما توقف قطار الحلم الاتحادي في محطة العين ، وضاع حلم ضمان ممثل سعودي في النهائي إلا إذا أراد الهلال أن يجد حلا لترويج عقدة استحالة العودة للقب ، فعندها سيكون في النهائي .