×
محافظة المنطقة الشرقية

انخفاض أسعار النفط بعد الاتفاق النووي الإيراني

صورة الخبر

خرج (ابن بطوطة) المغربي من طنجة في المغرب الأقصى في 21 يونيو حزيران من عام 1325 ميلادي، الموافق الثاني من رجب لعام 725 هجري، ورجع إلى بيته عام 1354 م، الموافق 756 هجري، فيكون بذلك قد استغرق من السنوات الميلادية 29 سنة، ومن الهجرية 31 سنة وهي الرحلة المشرقية فقط. تابع بعدها رحلة أخرى إلى إفريقيا، وحسب المجلة الألمانية (P.M) التي درست رحلاته الثلاث، أنه كان الرحالة الأعظم، وأن (ماركو بولو) كذب فيما روى، ونقل عن ابن بطوطة، ولم ير الصين التي زعم رؤيتها. أمضى ابن بطوطة في الرحلات خمسين عاما قبل أن يهدأ في بلدته طنجة وما من هدوء، ومازال قبره في طنجة في الحي القديم، ولأنه لا يعرف الجلوس فقد تابع رحلته بعد المشرق إلى إفريقيا والأندلس فأكمل نصف قرن من التجوال. وينقل عنه ابن خلدون أنه كان إذا روى للناس ما رأى، ما صدقوه واعتبروه من الكاذبين، ويعلق ابن خلدون فيقول؛ والسبب في هذا، الاعتياد وما ألف عليه الناس!! ثم يذكر قصة ابن الوزير والفئران.وخلاصتها أن ابن الوزير المسجون مع والده، لم يكن يتصور شيئا غير الفئران السارحة في السجن؛ فإذا حدثه عن أي حيوان كان يسأل والده أتراه كالفأر يا أبت؟ وهذا المصير للمفكرين والمبدعين والفلاسفة مكرر معروف، لأنهم يقطعون السياق الطبيعي والرتابة والروتين في المجتمع، مما يحرض على التغير والتمرد، وهذا يعكر النفوس التي اعتادت الارتخاء والكسل وإعادة نظم الحياة كما هو، ولذا يذكر القرآن أن من اتبع موسى كانوا من الشباب الصغار؛ أي هم الذين فيهم بقية مرونة لتقبل التغيير وتحمله، وهو ما وصى به لقمان ابنه الشاب أن يصبر على ما أصابه، (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئه أن يفتنهم، وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المفسدين). فهذه هي دورة التاريخ المكررة الرتيبة، في 5 مفاصل وحلقات ضمن السلسلة الدائرة عبر الفضاء اللانهائي.دعوة؛ فجهاد، ومحنة فصبر، فإصلاح؛ فتغيير؛ فركود؛ لتتبعه حركة جديدة، وحلقة مغلقة جديدة، ونبض مختلف وهكذا. سنة الله في خلقه وخسر هنالك المبطلون.