×
محافظة المدينة المنورة

عام / بيان من وزارة الداخلية حول تنفيذ حكم القتل قصاصاً في أحد الجناة بالمدينة المنورة

صورة الخبر

كما هي العادة عندما نريد أن نحل مشكلة سياسية كبرى تكون نظرية المؤامرة هي العصا السحرية التي نلجأ لها. والنتيجة أن كل مشكلة أصابتنا كان نصيبنا الهزيمة. لا توجد قضية واحدة فزنا بها. لنأخذ بعض الأمثلة. الثورة ضد زياد بري الشيوعي انتهت بأن تمنى الشعب الصومالي عودة زياد بري. الثورة ضد ملك أفغانستان انتهت ان تمنى الشعب الأفغاني عودة الملك. الثورة على القذافي انتهت بان تمنى الشعب الليبي عودة القذافي وقس على ذلك. بل لم ننتصر في أي قضية. قضية الجزر الاماراتية، قضية فلسطين، قضية الاسكندرون، قضية سبتة ومليلة، قضية شط العرب، قضية الاحواز، قضية جنوب السودان،... الخ الخ. الشيء الطريف إذا صادف أن تدخل الغرب بما يتفق مع ما يرغبون لا يعد في نظرهم مؤامرة ولا يدان الغرب عليه. خذ على سبيل المثال تدخل الغرب الصريح في ليبيا وتدخل الغرب الصريح في أفغانستان أثناء الغزو السوفياتي، وتدخل الغرب الصريح في البوسنة والهرسك ولا مانع لديهم ان يتدخل في سورية لضرب قوات الأسد. وكانوا ينتظرون على أحر من الجمر أن تضرب أمريكا ايران. المؤامرة لا تقاس في نظرهم بأفعال الغرب ولكن تقاس بما يريدون وما لا يريدون. لكي يرضوا عن الغرب على الغرب أن يعيد تفصيل أهدافه ومصالحه وفقا لما يريدون. هذا ممكن ولكن المشكلة لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط. ما الذي تريده النصرة في سورية. لا شيء. تقاتل الحكومة اليمنية والحوثيين في اليمن وتقاتل السعودية حكومة وشعبا وتقاتل الشعب الباكستاني في باكستان وتقاتل لإخراج الأمريكان من أفغانستان وتخون الأمريكان لعدم تدخلهم في سورية. انصت لدعوات الدعاة للجهاد. ضد من مع ومع من؟ لا يعلم إلا الله. تابعت تهليلات فرسان المؤامرة طوال تدخل الغرب في ليبيا. كانت ضربات الغرب حادة وقوية ومات خلق كثير من ليبيا المسلمة السنية. أطلقت صواريخ صليبية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لم تتحرك نظرية المؤامرة. طالع المتصارعين في سورية الذين يقتلون بعضهم البعض بأبشع الطرق وبتحريض من أشد أنواع الكراهية الوحشية: (الأسد، الجيش الحر، النصرة وداعش.. الخ) كل فئة تواجه مؤامرة غربية صريحة ضدها. ماذا لو ضربت أمريكا داعش والنصرة في سورية؟ ستكون مؤامرة لضرب السنة.. لو اتخذت أمريكا قرارا معاكسا وضربت حزب الله وجيش الأسد. الجواب الذي لا يختلف عليه اثنان ستكون السيادة لداعش والنصرة عندئذ سيكون هدف الغرب تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية. لم أسمع لداعية واحد دان ضربات الحلف الأطلسي لنظام القذافي وقتل افراد جيشه المسلم، واليوم تسمع بوضوح أن ما يجري في ليبيا جزء من الفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس. افترض أنك تعمل مستشارا في البيت الأبيض ودعاك أوباما وسألك: ما الذي علينا أن نفعله لكي نرضي هؤلاء؟