اعتبر دافيد بلير رئيس مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية في تقرير له أمس أن كيري سيكون آخر وزير خارجية أمريكي تتاح له فرصة التوسط في حل النزاع العربي- الإسرائيلي، وانه إذا فشل في هذا المسعى، فإن أي من وزراء الخارجية الأمريكيين الذين سيأتون بعده ستتاح له الفرصة للقيام بمحاولة أخرى. واعتبر بلير أن أوباما وكيري جازفا بالمحاولة حتى لا يقال إن قضية السلام في الشرق الأوسط لفظت أنفاسها الأخيرة في عهدهما، ومن ثم المخاطرة بأن يدينهما التاريخ. وهو ما يفسرحجم الجهد الذي بذله كيري في جولته الأخيرة (السادسة) لتحريك القوة الأمريكية لحل هذه القضية المستعصية. ورأى بلير أن التحدي الأكبر أمام الجهود الأمريكية يتمثل في الاستيطان، مشيرًا إلى أنه يوجد اليوم 350 ألف مستوطن في الضفة الغربية و190 ألفًا في القدس الشرقية، وفق بيتسليم، أبرز منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل. ولذا فإنه من الصعب قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تتغلغل في ثناياها هذه المستوطنات. واستطرد بلير بالقول إن إقامة دولة فلسطينية والتوصل إلى معاهدة سلام حقيقية يتطلب أولاً إزالة آلاف المستوطنين من المستوطنات التي يعيشون فيها.