×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / مصرع أربعة فلسطينيين تحت التعذيب في سجون نظام بشار الأسد  

صورة الخبر

أحمد.. شاب مصري في العقد الثالث من عمره. على قدر كبير من التهذيب وحسن التعامل. يغادر منزله في ستيتن آيلاند (جزيرة بالقرب من مانهاتن النيويوركية) في السابعة صباحاً، يصل بزوجته إلى مقر عملها في مدرسة ابتدائية، ويبدأ جولته اليومية في البحث عن رزقه حتى منتصف الليل. لا يثقل كاهل أحمد أكثر من قلقه تجاه عدم قدرته على سداد أجرة التاكسي اليومية للشركة المملوكة أصلاً لمليونير يهودي. هذا المليونير يدير جيشاً من ملاحقي سائقي سيارات الأجرة النيويوركية الصفراء، وهم بعيدون كل البعد عن أهم ملامح الشفقة. أحمد مطالب بتوريد 300 دولار يومياً لشركة تشغيل التاكسي، وما زاد عن ذلك فهو له. لهذا ينام أحمد 6 ساعات فقط.. ويعمل على مدى 18 ساعة! يؤكد أحمد أن السبب في هذا هو احتكار اليهود لتاكسي نيويورك بشكل كامل، فالوحيد القادر على إصدار رخصة تاكسي هو اليهودي الفاحش الثراء، وكلفة إصدار هذا الترخيص تبلغ اليوم مليون دولار! والسبب في بلوغ التراخيص هذا الرقم الفلكي هو توارث أجيال من اليهود لهذه التجارة، وقدرتهم على شراء حصص صغار المشغلين من جنسيات وانتماءات إثنية أخرى. "الناس هنا بتشتغل بجد يا أستاذ عبدالله"! قالها أحمد واسترسل في سرد قصته بعد أن عرف أني سعودي، وباح بعشق قديم متجدد للسعودية، فطفولة أحمد التي يعتز بها كثيراً.. أمضاها مع والده المهندس في ينبع الصناعية وينبع البلد. عاد إلى مصر للدراسة الجامعية، وتخلل ذلك زيارات متكررة لدراسة اللغة في أمريكا بدعم من والده في ينبع قبل وفاته. وبعد أن حصل على بكالوريوس في التسويق.. لاحت له فرصة وظيفية في مؤسسة إعلامية عربية شهيرة لها مكتب في نيويورك. عمل منذ 1999 وحتى 2003 في تلك المؤسسة الإعلامية، حتى بيعت وتم تصفيتها. وانتقل للعمل في مؤسسة مصرفية.. تداعت وتخلت عن كثير من موظفيها بما فيهم أحمد، بسبب ضغوط الأزمة الاقتصادية العالمية. أحمد، المواطن الأمريكي اليوم، يسعى جاهداً للخلاص من نيويورك وقيودها التي لا تنتهي. واكتفى بالتعاطي مع فكرة انتقاله إلى بلد عربي يمكنه فيه العمل بمؤهلاته وخبرته السابقة في التسويق.. إلى اعتباره مجرد حلم. يقول أحمد: نيويورك ليست لنا ولا حتى للأمريكي الحقيقي الراغب في تكوين أسرة! لذا قررت مع زوجتى ألّا ننجب أطفالا حتى نكون قادرين على النفاذ من نيويورك.. إلى مكان يستوعب حاجتنا كأسرة.. ويمنحنا ما يكفي من طمأنينة.