هل الابتعاث الخارجي هو الذي سيؤدي بالضرورة إلى تطوير البنية التحتية للتعليم العالي (فيذا)؟ أم إن تجهيز البنية التحتية أولاً هو الذي سيؤدي بالضرورة برضو إلى ابتعاث مفيد لاقتصاد الوطن وتطوره الحيوي في كافة المجالات؟ إنها سفسطة (البيضة والدجاجة) من جديد ولكن: أيهما البيضة وأيهما الدجاجة؟ بالمناسبة هناك من يطلق مصطلح (السفسطة) على سبيل التتفيه بينما كان مصدرها تعليمياً راقياً يهدف إلى تكريس التفكير في كل شيء، وهو ما لا يمكن أن يغيب عن التخطيط الاستراتيجي للوزارة!! انطلق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قبل (9) سنوات وكان في حينه ضربةً إصلاحية نجلاء للبيروقراطية المترهلة، وكان مخططاً له أن يتوقف بعد (5) سنوات، أي دفعة جامعية واحدة في مختلف التخصصات تكفي لإعداد كوادر مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة!! وكان مخططاً برضو أن يتزامن معه تطويرٌ حثيثٌ للجامعات من حيث المباني والمختبرات ومراكز الأبحاث وتقنيات التعليم ومناهجه لتجد تلك الدفعةُ البيئةَ الأكاديمية المناسبة!! ولكن نجاح الطلائع الأولى، والإقبال الذي فاق كل التوقعات (والتخطيط) أغريا الوزارة بتمديده (وتنطقها مذيعات بعض القنوات العربية: تمطيطه بسبب (عدوى الصاد الحجازية) كما رصطنا.. عفواً: رصدنا في مقالطٍ..يوووه: مقالةٍ بهذا العنوان)!! ومع كل الإيجابيات التي لا يجحدها منصف، طفت على السطح سلبياتٌ بعضها متوقع كنسبة الإخفاق التي لا تتعدى (%2) حسب آخر احتفالات الوزارة في أستراليا، ولكن بعضها الأبعض يدحرج علامات استفهام وتعجب كثيرة في طريق طابور المتخرجين أهمها: هل قامت الوزارة بتجهيز البنى التحتية الأكاديمية فقط (فهي ليست مسؤولة عن غيرها كسوق العمل مثلاً) لتستقبل هذه الأعداد الفلكية نسبة إلى التوقعات؟ لقد صرحَّت الوزارة بأن هناك (230) ألف مقعد دراسي ما زالت شاغرة في جامعاتنا المحلية، فهل يعني هذا أن الجامعات توسعت؟ أم أننا أصبحنا أمام جيلٍ كامل لا يثق في مستوى كلياتنا ويتهافت على الابتعاث الخارجي ولو على دم (قلب أبيه) الخاص الماص؟! أما مسألة (البيضة والدجاجة) فلا نفهم: لماذا يغفلون (الديك) مع أنه هو الذي لقَّح الدجاجة ونقر البيضة؟!! نقلا عن مكة