×
محافظة المنطقة الشرقية

“حزب الله” ورّط نفسه بالتدخل في شؤون الدول الأخرى

صورة الخبر

لكل أهل حرفة ومهنة واختصاص طرائفهم ونكاتهم الخاصة بهم، ولا يتحرجون من تبادلها فيما بينهم لأنها من ضمن الاهتمامات اليومية، وأنتم تعرفون ما أعني. سوف أحاول في هذا المقال الدخول إلى موضوع مهم من خلال طرفة طبية. يقول الأطباء إن أعضاء الجسد اختصمت ذات يوم على الأهمية والأفضلية في الجسم، فزعم الدماغ أن الأفضلية والأهمية الأولى له لأنه يفكر عن الجميع ويتحمل مسؤولية توجيههم وإرشادهم عقلانياً لما فيه خير الجميع. احتج القلب قائلا من الذي يضخ لك يا كتلة الهلام وللجميع هنا ما تحتاجونه من الغذاء والأكسجين، أليس أنا؟.. فإذاً أنا الأفضل والأهم بينكم جميعاً. تجشأت المعدة من فرط الحنق والاحمضاض وقالت يا لكما من مغرورين، كيف يصل لكما الطعام والشراب إلا عن طريقي. تدخلت الرئة واحتجت بأنها تزود الجميع بالأكسجين المستخلص من الهواء وتخلصهم من ثاني أكسيد الكربون، كذلك اليد ادعت أهميتها وأفضليتها لأنها تعمل وتكدح لإطعام الكل والقدم بأنها تحمل كل هذا الحمل الثقيل وتنقله من مكان إلى مكان طلباً للرزق وإلا لمات من الجوع. استمر الجدل وراح كل عضو يعدد مناقبه وأهميته وأفضليته على الآخرين بينما كان الجاران السفليان، المثانة والقولون ينصتان باهتمام في الخلف، ثم تهامسا بينهما وقالا بصوت واحد: بل نحن الأهم بينكم جميعاًً لأننا نخلصكم أولاً بأول من السموم التي تنتجونها بحماقاتكم الغذائية باستمرار. عندئذ انفجرت كل الأعضاء بالضحك استهزاءً بالمثانة والقولون. لشدة الإحباط تشنجت المثانة وانقبض القولون وأضربا عن العمل. بعد يومين أصبح مستوى السموم في الجسم كله مرتفعاًً كثيراً، وبدأ الدماغ يحس بالدوار وعدم التركيز، والقلب بالخفقان والضيق، والمعدة بالاحمضاض والانتفاخ، والأطراف بالارتعاش والرئة بالاختناق ودخل الجسد بكامل أعضائه (المتنافسة قبل يومين) في حالة اضطراب لا يمكن تحملها. مع اقتراب النهاية المحتومة بالتسمم بدأت الأعضاء المكابرة تتواضع وتتنازل عن ادعاءاتها وراحت تتوسل إلى المثانة والقولون أن يعودا إلى العمل، مع الاعتراف لهما بالأهمية القصوى والتعهد بألا يتكرر التحدي مرة أخرى. انتهت الطرفة الطبية، والآن علينا أن نفكر في العبرة أو جملة العبر الكامنة فيها. تختصر العبرة نفسها في أن الغرور والعنجهية ومحاولة الاستفراد بالأهمية إذا داخلت فرداًً أو مجموعة في مجتمع كبير وأدى ذلك إلى الاستحواذ المعنوي والمادي، فلن يطول الوقت حتى يدرك المغرور والمستحوذ استحالة الاستمرار في هذا الوضع. سوف يدرك الجميع ضرورة الحاجة إلى بعضهم البعض وأن على كل طرف أن يتنازل ويتواضع ثم ينزل إلى المكان اللائق والمقبول لتبادل المصالح. إن لم يحدث ذلك تدب الفوضى وتضيع حسابات الجميع. الدول والمجتمعات كيانات حية تنطبق عليها نفس مواصفات وشروط البقاء والحياة مثل الكائنات الحية. حسابات التفاضل والتكامل بطريقة الاستغناء والاستفراد موجودة فقط في الرياضيات المجردة، أما الحياة فلا تطبقها ولا تستمر سوى بحسابات التكامل، وإلى اللقاء في التكملة في يوم الاثنين المقبل بمشيئة الله. الرياض