هل نحن محسودون ؟! هل نحن مستقصدون ؟! هل شبابنا مستهدفون ؟! نعم بكل تأكيد! ولماذا؟! لأننا نرفل في نعمة من أهم النعم، ألا وهي نعمة الأمن والأمان ( كل ذي نعمة محسود)..وهاهم أعداء الوطن يخططون آناء الليل وأطراف النهار في محاولة تلو الأخرى لاختراق صفوفنا، وتشتيت كلمتنا، وتمزيق وحدتنا، وإضعاف قوتنا! وتقويض جبهتنا الداخلية! ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل ولله الحمد .. ولكن حذاري أن يأتوننا أولئك الأعداء من حيث لا نحتسب!! حذاري من استخدامهم رأس المهلكات، وأم الآفات، ومنبع الأزمات، والتي إذا حلت في وطن أثارت البلبة، ونشرت الفوضى، فهدمت أوطان عامرة، وخوّفت أمصار آمنة، وشقّت اللُحمة الوطنية، وهتكت عُرى الوحدة والتماسك، فسرعتها كسرعة البرق، وإنتشارها كإنتشار النار في الهشيم، وأثرها كأثر الزلازل والبراكين، وضحاياها بالملايين! سر وجودها بل قوْتها ووقودها، عنصران؛ أ. الأهمية ب. الفوضى تصبح الإشاعات مؤثرة إذا كان لموضوعها أهمية لدى الغالبية. وتظهر وتتوالد في الأزمات والاضطرابات، وهيجان المجتمعات! أخبار وأنباء بأفواه داخلية، وعقول خارجية، ومكوناتها؛ قدرا بسيط من الحقيقية، وقناطير مقنطرة من الكذب والتدليس والإفك والبهتان. أخبار ومعلومات مفبركة، جرى عليها عملية تسوية وطمس وتشويه، يساند كل ذلك عجلة الإنسان وتسرعه وتلهفه، لسماع كل جديد، وكل غريب وعجيب! فالمتلقي هنا لا يعطي لنفسه فرصة لتقصي الحقائق وتعقب الأخبار، فالفضول واقع لا نستطيع مقاومته، ولا التريث في تناوله، ولا الصبر في تتبعه. هدف تلك الإشاعات التخريب والتشويه وبث الفرقى، ونشر الفوضى، وتصديع الجبهات الداخلية، فتخلخلها وتفك إرتباطها وتماسكها!! ولنا في الرسول الكريم، أسوة حسنة، فقد عانا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في حادثة الإفك هو وزوجته الطاهرة النقية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها الصدّيق، حتى أنزل الله الوحي الالهي لتوضيح الحقيقة وكشف المنافقين . وعليه فإن مجتمعنا يجب عليه توخي الحذر والحيطة في كل ما يقال و يذاع أو يُنشر ويعرض، فلنبقى متوحدين متماسكين، كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، ونواجه أي إشاعة كالتالي؛ 1- التبيّن والتبيان ، والبحث والتحري قال تعالى ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا?. 2- عدم ترديد الإشاعة ونشرها( أميتوا الباطل بالسكوت عنه). 3- رد تلك الأخبار والأنباء إلى أهل العلم والحل والربط. هذا فيما يخص أفراد المجتمع، أما فيما يخص الجهات المعنية؛ 1- سرعة إصدار البيانات، وتوفير المعلومات، وتوضيح اللبس والغموض حول الموضوع أو القضية المعنية. 2- تتبع مصدر الإشاعة، وخط سيرها للوصول إلي جذورها ومحاسبة ومعاقبة مروّجيها. 3- الوقوف على دوافع تلك الإشاعات وأهدافها ومن يقف وراءها سواء من الداخل أو الخارج. وختاما فيجب علينا كشعب، أن نعرض عن كل ما يقوّض بنيان الوطن، ويشق صفنا، ويهدم وحدتنا، ويفك إرتباطنا وتماسكنا، والتفافنا حول قيادتنا، فالمتربصون بنا كُثر، والحاقدون علينا والحاسدون لنا أكثر. فلنكن يداً بيد ضد الباغي والمفسد ..