يرى إرنست كول في كتابه الصادر هذا الشهر (أغسطس 2014) بعنوان: «إسرائيل: دولة الإرهاب التي تحاول التخفي تحت قناع الدولة الضحية» أن الإرهاب الصهيوني لا يستهدف الفلسطينيين فقط، وإنما العالم بأسره، وأن الفرق الوحيد هو أن العالم لا يتلقى القنابل والصواريخ التي تطلق فوق رؤوس الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وإنما يتلقى قذائف من نوع آخر مثل الدعاية الصهيونية، وهذا النوع من الثقافة الملوثة التي تسعى إلى تزوير التاريخ، وتشوّه الحقائق. وهو يعتقد أيضًا أن العالم كله مستاء من الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل الآن جهارًا نهارًا ضد أهالي غزة الأبرياء، لكنه عاجز أمام وضع حدٍّ للإرهاب الصهيوني محملاً الولايات المتحدة المسؤولية الكبرى أمام استفحال تلك الظاهرة الإرهابية، والجرائم الصهيونية التي ترقى إلى مستوى التطهير العرقي. أهمية هذا الكتاب -الذي ينتمي إلى مجموعة الكتب الإلكترونية (Kindle Book) التي يمكن تحميلها عن طريق قرص «كيندل» المخصص فقط لتحميل الكتب- تضمنه للعديد من مشاهد العدوان من خلال «اليو تيوب» بما يعتبر توثيقًا حيًّا لتلك الحرب الوحشية. كما يعتبر الإصدار الأول في سلسلة «كتاب كيندل» المخصصة لفضح جرائم الصهيونية. الحقيقة المفزعة يقول المؤلف في مستهل الكتاب إن كوكبنا يغلي من الغضب؛ بسبب جنون الصهيونية الذي تمثل في آخر صوره بالحرب التي تشنّها إسرائيل في الوقت الراهن على قطاع غزة، وهو ما يتطلب من الولايات المتحدة تنظيف الصهيونية من أردانها قبل أن يستفحل هذا النوع من الهوس، ويتخذ شكل النمو السرطاني، ويصبح خطرًا يهدد العالم كله. وهو ينظر إلى الإرهاب الصهيوني الذي تمارسه الصهيونية منذ عهود بأنه متأصل في العقيدة الصهيونية، ويستشهد بهذه الحقيقة بما ورد في سفر التثنية (7: 1-8): إذا أدخلكم الرب الأرض فاقتلوا واطردوا الأعداد الغفيرة من أهلها بلا رحمة، واجعلوهم محرمين عليكم، واهدموا مذابحهم، ودمّروا رموزهم، ودمّروا حقولهم، ولا تعقدوا معهم أي اتفاق، فأنتُم شعبٌ مقدسٌ اختارَكُم الرب من بين كافة شعوب الأرض، وفضّلكم عليهم جميعًا». ويظهر كول حقيقة خطيرة بالقول إن غالبية الإسرائيليين يستمتعون بقتل (الأغيار) بعامة، والفلسطينيين بشكل خاص، لكنهم يبدون تخوفًا إزاء تنامي هذه النزعة التي تتغلغل في نفوسهم. وهو يرى أيضًا أن الإسرائيليين لا يقتصرون في استهدافهم الشعب الفلسطيني المسلمين فقط، بل أيضًا المسيحيين، وهو -كإثبات لهذه الحقيقة- يعرض في كتابه الإلكتروني هذا فيلمًا لمستوطنين يهود يعتدون على أطفال مدارس مسيحيين. ويستطرد كول في كتابه بأن الإرهاب الإسرائيلي اتّخذ شكلاً خطيرًا منذ حرب لبنان 2006 مرورًا بحرب غزة 2008 وحتى حرب غزة الجديدة باستهدافه المدنيين بشكل خاص وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية لكسر إرادة المقاومة، وهو ما نراه رأي العين في حرب غزة الراهنة، من خلال الحصار واستمرار المجازر التي تستهدف بشكل خاص الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير المنازل على نطاق واسع. وهو يرى أن الهدف الإستراتيجي للصهيونية من كل تلك الخروقات ليس فقط إضعاف منظمات المقاومة الفلسطينية المسلّحة، وإنما أيضًا -وهو الأهم- إعادة رسم خريطة المنطقة. لكنه يستدرك بالقول إن المقاتلين الفلسطينيين بالرغم من ذلك يحققون الانتصار تلو الانتصار على المشروع الصهيوني؛ لأن روح المقاومة والصمود المتأصلة فيهم لا يمكن تدميرها. أسلوب الخداع والتزييف يعرض المؤلف في كتابه هذا العديد من صور الخداع والتزييف الذي تحاول الصهيونية من خلاله الظهور بمظهر الضحية، فيما أنها في واقع الأمر تعتبر «الجلاد» ويعتبر الشعب الفلسطيني وحده ضحية الصهيونية التي تمارس ضده القتل، والاعتقال، والترانسفير، والتطهير العرقي. ومن بين الفيديوهات التي يعرضها الكتاب فيديو لطالبة يهودية تدرس في جامعة جورج تاون ادّعت أن البعض ألصق على باب غرفتها شعار النازية معتبرة ذلك شكلاً من أشكال «اللاسامية» ليتضح فيما بعد أنها هي التي ألصقت هذا الشعار وليس أحدًا غيرها.