تصاعدت حدة التوتر السياسي في العراق واتجهت أوضاعه نحو حافة الهاوية أمس مع إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وحلفائه اعتراضهم على تكليف حيدر العبادي رئيسا جديدا للحكومة، معتبرين أنه يمثل نفسه فقط وليست لديه شرعية ولوحوا باللجوء الى القضاء، في وقت أغلقت قوات من قوات الشرطة والنخبة المسلحة شوارع العاصمة بغداد. وتلا خلف عبدالصمد عضو حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي بيانا في هذا الشأن على شاشة التلفزيون، فيما كان المالكي يقف الى جانبه متجهم الوجه. وقال صهره حسين المالكي إنهم لن يظلوا صامتين إزاء تكليف العبادي، رغم أن مصادر سياسية مطلعة في التحالف الوطني العراقي كانت أعلنت، في وقت سابق أمس، أن 130 نائبا برلمانيا من التحالف أرسلوا كتابا إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم يرشحون فيه حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء. واعتبر المالكي في كلمة بثها التلفزيون العراقي في وقت لاحق تكليف العبادي بتشكيل حكومة جديدة خرقا خطيرا للدستور . وأضاف: سنصحح هذا الخطأ حتما.. يأتي ذلك بعد أن كلف الرئيس معصوم، حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة خلال شهر. وقال خلال مراسيم تسليم العبادي كتاب تكليفه نأمل تشكيل الحكومة وفق الدستور بقاعدة عريضة. ومن جانبه، أكد العبادي أنه سيكون عند حسن ظن الكتل السياسية والشعب العراقي، ودعا إلى الوحدة الوطنية، قائلا علينا ان نتعاون جميعا للوقوف بوجه هذه الحملة الارهابية على العراق وايقاف كل الجماعات الارهابية. على صعيد ردود الفعل الدولية قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه تحدث مع العبادي وحثه على تشكيل حكومة تضم كل الأطياف. وأشار الى أنه يعمل مع شركاء دوليين من أجل سلامة العالقين في جبل بالعراق، مؤكدا أن القوات الأمريكية نفذت هجمات جوية بنجاح. وأعلن البيت الأبيض في بيان، ان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هنأ العبادي في اتصال هاتفي، وجاء في البيان أعرب رئيس الوزراء العراقي المعين عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف، وأضاف نقل نائب الرئيس تهاني الرئيس اوباما وأكد التزامه بالدعم الكامل لحكومة عراقية جديدة ولا تقصي أحدا وخاصة في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. ودعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري المالكي لعدم اللجوء للقوة وعدم اثارة القلاقل، وقال في تصريحات إن عملية تشكيل الحكومة مهمة في ما يتعلق بتحقيق الاستقرار والهدوء في العراق وأملنا هو ألا يثير المالكي القلاقل، وأضاف لا يجب استخدام القوة أو الدفع بقوات أو ميليشيات في هذه اللحظة من الديمقراطية من أجل العراق. ومن جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بما وصفه بأنه تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق، مشيدا بقرار تعيين العبادي رئيسا لحكومة جديدة. وقالت ستيفان دوجاريتش المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام يحث العبادي على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة لدى كل مكونات المجتمع العراقي. ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق القوات الأمنية إلى عدم التدخل في عملية الانتقال السياسي. كما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، العبادي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع لمواجهة تهديد المتطرفين. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان له إنه من الضروري الآن العمل سريعا على تشكيل حكومة جديدة ممثلة تماما للجميع لمواجهة الأزمة في العراق. ودعا السياسيين العراقيين إلى العمل مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على تشكيل مجلس وزراء جديد بسرعة، بحيث يكون ممثلا لكافة أفراد الشعب العراقي ويمكنه الحث على الوحدة الوطنية وتوفير الأمن.