لا يمكن القبول بوقوف اتحاد كرة القدم مكتوف الأيدي أمام هذا الجدل المتصاعد الذي تحول إلى هجوم كبير على لجنة الاحتراف. يمكن تفسير صمت الاتحاد بثلاثة أوجه الأول أنه يعجبه ما يحدث ويريد تضييق الخناق أكثر على اللجنة ورئيسها وأعضائها، أو أنه يتفق مع الأطروحات، التي تستهدف اللجنة، ولا يملك جوابا واضحا لكل التساؤلات المطروحة، فاكتفى بدور المتفرج، أو أنه يسفه كل ما حدث ويعتبره زوبعة ستهدأ بالتجاهل. .. تابعت ما طرحه الزميل عبد العزيز المريسل، ولا يمكن لمتابع عادل أن يحكم بصحة أو خطأ ما قاله الرجل في أطروحاته، ما لم يسمع وجهة النظر الأخرى وهو ما لم يحدث في المؤتمر الصحافي للجنة، الذي تحول إلى جدليات سرمدية غابت عنها الموضوعية وطغى الانتصار للذات. حديث الزميل المريسل استند إلى وثائق عرضت أمام الناس، وهنا سؤال أهم من أين جاءت هذه الوثائق المفترض وجودها فقط لدى لجنة الاحتراف وأطراف كل قضية؟. إذا ما سلمنا بأن أعضاء اللجنة لن يمرروا هذه الوثائق إلى أي صحافي، فإن تمريرها عن طريق أطراف القضية لا تفسير له، إلا أنهم يشعرون بظلم وقع عليهم، ولذلك اختاروا الإعلام، أو أنهم يستهدفون الإطاحة باللجنة وتجييش الشارع الرياضي عليها، وهنا تطالهم المسائلة. .. في كل الحالات لا يبدو اختيار الصمت من جانب اتحاد الكرة خيارا حكيما ما لم يكن في موقف ضعف، يخشى معه الدخول إلى أتون هذه الإشكاليات حتى لا يتورط أكثر في الضعف. لا جديد بأن نقول إن من لا يعمل وحده لا يخطئ، ولا يمكن القبول بأن لجنة الاحتراف بلا أخطاء، شأنها شأن كل أذرع اتحاد الكرة تصيب وتخطئ، ولكن اتهامها على غرار ما حدث يسلب الثقة من أعضائها، خاصة أن الاتهامات لم تفند من جانبها بوضوح، بل إن أطرافا في القضايا خرجت تاليا تنفي ما ذكر على ألسنة أعضائها في المؤتمر الصحافي، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا وغموضا. .. إذا كان عبد العزيز المريسل قد تبلى على لجنة الاحتراف عامدا متعمدا، فإنه يستحق العقاب الصارم، حتى لا تصبح إثارة الرأي العام طريقا للمتربصين في المستقبل، وإن كان ما قاله في أطروحاته صحيحا فأولى بالحق أن يرد إلى أصحابه، وأن تحل لجنة الاحتراف ويعاد تشكيلها من جديد. .. أما كيف ذلك؟ فلا حل إلا تشكيل لجنة من قانونيين وإداريين رياضيين مستقلين عن اللجنة والاتحاد، يستمعون إلى أطراف القضايا التي أثيرت ويستدعون كل من له علاقة بالموضوع، ويفحصون كل الآراء بموضوعية حضارية، وتظهر النتائج للرأي العام بالوثائق والأدلة، تقول للمسيء ابتعد، وللمصيب أحسنت. الموقف الصامت الذي اتخذه اتحاد الكرة، يزيد الطين بلة، ويثير الشكوك أكثر، ويهز الثقة في مجلس الاتحاد المنتخب، ويجعل الأسئلة تكبر يوما عن آخر لماذا لا تحققون؟ لماذا لا تعاقبون المريسل إن أخطأ؟ لماذا لا تعاقبون اللجنة؟ لماذا أنتم صامتون؟ هل أنتم متورطون؟ صمتكم لا تفسير له إلا بالضعف، أو الخوف من الحقيقة. مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية