عكس الانسحاب الإسرائيلي من غزة أمس حالة من خيبة الأمل والضعف التي سيطرت على الأوساط الإسرائيلية، حين أعلن ذلك موقع «وللا» الإسرائيلي، حيث جاء ذلك بعد قرار المجلس الوزاري المصغر بالانسحاب أحادي الجانب، مؤكدين أنه الحل الأنسب طالما أن إسرائيل دمرت البنية التحتية في فلسطين وتخلصت من تهديد الأنفاق الهجومية. فيما برر عدد من الخبراء في الشأن الإسرائيلي ما حدث، نتيجه ضعف الجيش الإسرائيلي وإرهاقه الكبير أمام المقاومة الفلسطينية الباسلة. ويقول الدكتور مختار الحفناوي خبير الإسرائيليات، إن الجيش الإسرائيلي هو من أضعف الجيوش في العالم كله، مشيرا إلى أنه منذ بدء العدوان على غزة والجميع يعلم أنه لن يستمر كثيرا طالما هناك مقاومة فلسطينية ما زالت تؤمن بحقها في وطنها وأرضها فلسطين. وتابع الحفناوي: إن انسحاب الجيش الإسرائيلي في ذلك التوقيت لا يعني بالتأكيد أنه أصبح غير قادر على المواجهة، فربما تلك خديعة يصطنعها الاحتلال في الوقت الحالي، حتى يقوم بعمل العديد من الغارات المفاجئة على قطاع غزة ويروح ضحيتها آلاف المدنيين ومنهم أطفال ونساء وصحفيون. وفي الوقت ذاته، يرى محللون إسرائيليون أن الكيان الصهيوني من الصعب أن يعترف بأخطائه أمام العالم ويقول إنه انسحب بسبب الضعف، ولكنه بالتأكيد سيقول إنه نجح في عملياته والقضاء على أنفاق المقاومة ثم رأى الانسحاب، حتى يظهر أمام العالم بالشكل المسالم الذي لا يصدقه أحد سواهم. فيما قال الدكتور هاني مصطفى أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن الاتفاقيات بين الكيان الصهيوني والأمم المتحدة من أجل الانسحاب من قطاع غزة هي مجرد عملية تمثيلية لكي يثبت للعالم أنه يسعى إلى السلام، مؤكدا وجود حالة من الضعف الحقيقي لدى الجيش الإسرائيلي. وعلى الجانب السياسي، يقول الدكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن انسحاب إسرائيل من عدد من المدن على حدود قطاع غزة سببه أن الجيش الإسرائيلي هو أجبن جيوش العالم فلم يستطع التصدى طويلا أمام المقاومة التي طالما أثبتت نجاحها وتفوقها.