زكاة الفطر.. هل قيمتها في شكليات ممارستها، أم في تحقيق الحكمة من تشريعها بأفضل الوجوه الممكنة؟! مؤكد أنها الثانية. فالشريعة الإسلامية تعنى بتحقيق المصلحة الدينية والدنيوية بأفضل السبل المتاحة، وقد تتغير السبل تبعاً لمتغيرات الزمان والمكان. لكن الواقع يقول إن عنايتنا بطقوس زكاة الفطر مقدم على تحقيق الحكمة من تشريعها، وهذا ما جعلها تبقى على ما هي عليه كممارسة، رغم التغيّر الهائل الذي اعترى الزمان والمكان والإنسان. هذا الواقع جعل من زكاة الفطر اليوم موسماً لممارسة التجارة «القذرة» من قبل بعض بائعي الزكاة، والتجارة الخاسرة ممن يدعون استحقاقهم للزكاة! هؤلاء يغشون في الصنف والكيل والثمن، وهؤلاء يتلقفون الزكوات كمستحقين وهم أدعياء، وبعد أخذهم ما ليس لهم، يبيعونه، ويبيعونه مغشوشاً، ليقترفوا إثمين كبيرين ولا حول ولا قوة إلا بالله. في شكل الممارسة: هل من الصعب معرفة مستحق زكاة الفطر، وسبل الوصول إليه؟! في مضمون العبادة: الزكوات العينية كانت أفضل ما يحقق الحكمة من تشريع زكاة الفطر، لكن اليوم هناك وسائل أجدى وأنفع لمتلقي الزكاة، كالنقد والقسائم الشرائية، فلماذا تبقى الزكاة عينية؟! السؤال الأول لوزارة الشؤون الاجتماعية، التي لا أدري إن كانت تعرف الإجابة أم لا، رغم أنها الجهة الوحيدة التي يمكن أن تملكها، والسؤال الثاني للفقهاء، وطلاب العلم، لعله يكون مفتاحاً للبحث في هذا الباب! أما أنتم معشر القراء.. فأكثروا السؤال عن زكواتكم، من أين أتت، ولمن ذهبت؟! أعاد الله علينا وعليكم رمضان بالخير والمسرات، وكل عيد وأنتم ومن تحبون بأحسن حال.