الكل شاهد خادم الحرمين الشريفين وهو يوصي ابنه سمو الأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض عندما قال له خلال أداء القسم بمناسبة تعيينه أميرا لمنطقة الرياض عندما قال له (المواطن أهم مني) وكمواطن هذا الأمر ليس بمستغرب على ولاة أمرنا يحفظهم الله وأن هذا من مبادئ الحكم التي أرساها المؤسس رحمه الله باهتمام بجميع أمور المواطنين وفتح الأبواب لمقابلة جلالته وإرساء قواعد العدل وسياسة الأبواب المفتوحة التي لم يحد عنها أبناؤه الكرام. وهذا دليل واقعي على اهتمام قائدنا وباني نهضتنا وقائد مسيرة الإصلاح التعليمي والصحي والاقتصادي والأمني ورفاهية المواطن أيضا ومتابعة مسيرة المؤسس بالقضاء على الجهل والفقر والمرض. هذه التوصية تتكرر ليس فقط لأبنائه ولأصحاب السمو الأمراء ، وإنما أيضا لجميع المسئولين ولأمراء المناطق ويؤكد لهم دائما أنهم إنما عينوا لخدمة المواطن ، وهذا يجعل المواطن ملك في بلده وأن الموطن هو هدف الملك يحفظه الله. إن ما نراه في الدول الأخرى من حولنا وفي عالمنا العربي من صور مأساوية نتيجة ما يسمى كذبا بالربيع العربي والذي سبق أن سميته في مقالة سابقة بالجزيرة العدد (14159) بالهم العربي. لقد أصدر خادم الحرمين الشريفين عدة قرارات مثل تخصيص مبالغ كبيرة ولم تكن بالميزانية أو خطط التنمية لحل مشكلة الإسكان لبناء 500 ألف وحدة سكنية والمواطن بانتظار تفعيل هذا القرار لأن مشكلة السكن تخنق العديد من المواطنين وساهمت بوصول العقارات لأرقام فلكية وارتفاع نسبة التضخم. كما لا ننسى القرار التاريخي بتأسيس خطوط نقل حديدية تربط المدن وأخرى داخل المدن بمليارات الريالات وهي أيضا لم ترد بالخطط التنموية وهذا القرار لن يحل مشكلة المرور الخانقة بالمدن الكبرى فقط وإنما ستحل مشكلة أكبر تتعلق بالتلوث البيئي لوجود نحو 10 ملايين سيارة على الطرق المختلفة بالمملكة. كما أن المهم الإشارة ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي وصل الآن إلى أكثر من 150 ألف مبتعث. وأخيرا وليس آخرا قراراه حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية في تخصيص 80 مليار ريال لتطوير التعليم إضافة إلى ما سبق تخصيصه بالميزانية العامة. إن هذه الأوامر والتوجيهات لهي أثر كبير على أداء أمراء المناطق ومنهم سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه اللذين يطبقان توجيهات ولاة الأمر بفتح الأبواب ومتابعة كل ما يهم المواطنين وأقرب مثال الإجراء الذي اتخذه سمو أمير منطقة القصيم حول شكوى مزارعي المنطقة من سوسة النخيل ومقولته الشهيرة اللهم بلغت اللهم فاشهد. وعلى أثرها قام وزير الزراعة بالاطلاع على حجم المشكلة والتي كلفت القطاع الزراعي حتى الآن بالمملكة القضاء على أكثر من مليوني نخلة والذي نأمل أن نسمع من الوزارة خطة وبرنامج معالجة المشكلة. خير الكلام ما قل ودل -رحم الله الدكتور الشيخ الداعية عبدالرحمن السميط والذي قضى عمره في الدعوة الإسلامية الصحيحة بالصرف على المحتاجين وعلاجهم وتغذيتهم وأطفالهم وتعليمهم وبتعامله الإسلامي الراقي (الخلق الإسلامي) والذي نتج عنه إسلام أكثر من 11 مليون شخص على يديه في إفريقيا وأدغالها خلال نحو ثلاثين عاما وبنى خلالها نحو 650 مسجد و15 ألف بئر ارتوازي و240 مركزا إسلاميا وقام بإعداد أكثر من 4 آلاف داعية. إنه عمل جبار يفوق ما تقوم به كبار الدول. نسال الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يسكنه في عليين وأن يخلف الله على الإسلام بدعاة أمثاله. (مجلة الفيصل السنة 38 يناير / فبراير 2014م). -البيروقراطية والفوقية ما زالت تضرب أطنابها في بعض الجهات الحكومية رغم أن رئيس الجهاز غالباً لا يعرف عن ذلك لانشغاله بأمور كثيرة أكبر من طاقته فاليوم 24 ساعة فقط. ومن تلك الجهات وكالة التجارة الداخلية وإدارة السجل التجاري ، والتي عانيت منها شخصياً. أتمنى من معالي الوزير الانتباه لذلك. والله الموفق ؛؛؛